نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 58
فصل قال الصادق عليه السلام : ( البلاء زين المؤمن ، وكرامة لمن عقل ، لأن في مباشرته ، والصبر عليه والثبات عنده تصحيح نسبة الإيمان ) [1] . قال النبي صلى الله عليه وآله : ( نحن - معاشر الأنبياء - أشد بلاء ، والمؤمن الأمثل فالأمثل ، ومن ذاق طعم البلاء تحت ستر حفظ الله له ، تلذذ به أكثر من تلذذه بالنعمة ، ويشتاق إليه إذا فقده ، لأن تحت نيران البلاء والمحنة أنوار النعمة ، وتحت أنوار النعمة نيران البلاء والمحنة ، وقد ينجو منه كثير ، ويهلك في النعمة كثير ، وما أثنى الله تعالى على عبد من عباده ، من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله إلا بعد ابتلائه ووفاء حق العبودية فيه ، فكرامات الله - تعالى - في الحقيقة نهايات ، بداياتها البلاء ، وبدايات نهاياتها البلاء ، ومن خرج من شبكة البلوى جعل سراج المؤمنين ، ومؤنس المقربين ، ودليل القاصدين ، ولا خير في عبد شكا من محنة تقدمها ألف نعمة ، واتبعها ألف راحة ، ومن لا يقضي حق الصبر على البلاء ، حرم قضاء [ حق ] [2] الشكر في النعماء ، كذلك من لا يؤدي حق الشكر في النعماء ، يحرم عن قضاء [ حق ] [3] الصبر في البلاء ، ومن حرمهما فهو من المطرودين ) [4] . وقال أيوب عليه السلام في دعائه : ( اللهم قد أتى علي سبعون في الرخاء ، فأمهلني حتى يأتي علي سبعون في البلاء ) [5] . وقال وهب : البلاء للمؤمن ، كالشكال للدابة ، والعقال للإبل [6] . وقال أمير المؤمنين عليه السلام : ( الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ، ورأس الصبر البلاء وما يعقلها إلا العالمون ) [7] . هذا الفصل كله من كلام الصادق عليه السلام .
[1] مصباح الشريعة : 486 . [2] أثبتناه ليستقيم السياق . [3] أثبتناه ليستقيم السياق . [4] مصباح الشريعة : 487 . [5] مصباح الشريعة : 489 . [6] مصباح الشريعة : 497 . [7] مصباح الشريعة : 497 .
نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 58