responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 45


الباب الثاني في الصبر وما يلحق به الصبر في اللغة : حبس النفس من الفزع من المكروه والجزع عنه ، وإنما يكون ذلك بمنع باطنه من الاضطراب ، وأعضائه من الحركات غير المعتادة ، وهو ثلاثة أنواع :
الأول : صبر العوام ، وهو حبس النفس على وجه التجلد ، وإظهار الثبات في النائبات ، ليكون حاله عند العقلاء وعامة الناس مرضية يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون [1] .
الثاني : صبر الزهاد ، والعباد ، وأهل التقوى ، وأرباب الحلم ، لتوقع ثواب الآخرة ، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [2] .
الثالث : صبر العارفين ، فإن لبعضهم التذاذا بالمكروه ، لتصورهم أن معبودهم خصهم به من دون الناس ، وصاروا ملحوظين ( بشرف نظرته ) [3] وبشر الصابرين الذين إذا إصابتهم مصيبه ، قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون [4] .
وهذا النوع يختص باسم الرضا ، وسيأتي في باب خاص .
والأول لا ثواب عليه ، لأنه لم يفعله لله ، وإنما فعله لأجل الناس ، بل هو في الحقيقة رياء محض ، فكلما ورد في الرياءات فيه ، ولكن الجزع شر منه ، لأن النفوس البشرية تميل إلى التخلق بأخلاق النظراء والمعاشرين والخلطاء ، فيفشو الجزع فيهم ، وإذا رأوا أحوال الصابرين مالت نفوسهم إلى التخلق بأخلاقهم ، فربما صار ذلك سببا لكما لهم ، فيحصل منه فائدة في نظام النوع ، وإن لم يعد على هذا الصابر .
والصبر عند الإطلاق يحمل على القسم الثاني .
واعلم أن الله - سبحانه - قد وصف الصابرين بأوصاف ، وذكر الصابرين في القرآن في نيف وسبعين موضعا ، وأضاف أكثر الخيرات والدرجات إلى الصبر ، وجعلها



[1] اقتباس من سورة الروم 30 : 7 .
[2] اقتباس من سورة الزمر 39 : 10 .
[3] في نسخة ( ش ) : بشريف نظره .
[4] اقتباس من سورة البقرة 2 : 155 - 157 .

نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست