responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 23


إلى فاخرها إلى أعلى ما في الدنيا ، بالإضافة إلى سندس الجنة واستبرقها ، وهلم جرا إلى ما فيها من النعيم المقيم ؟ !
بل لو تأملت بعين بصيرتك في هذا المثل ، وأجلت فيه رؤيتك ، علمت أن ذلك الكريم الكبير ، بل جميع العقلاء لا يرضون من ذلك الفقير بمجرد تسليم ولده ورضاه بأخذه ، بل لابد في الحكمة من حمده عليه وشكره ، وإظهار الثناء عليه بما هو أهله ، لأن ذلك هو مقتضى حق النعمة .
الرابع : إن في الجزع بذلك والسخط انحطاطا عظيما عن مرتبة الرضى بقضاء الله تعالى ، وفي فوات ذلك خطر وخيم ، وفوات نيل عظيم ، فقد ذم الله تعالى من سخط بقضائه ، وقال : ( من لم يرض بقضائي ، ولم يصبر على بلائي ، فليعبد ربا سواي ) [1] .
وفي كلامه تعالى لموسى عليه السلام حين قال له : دلني على أمر فيه رضاك ، قال : ( إن رضاي في رضاك بقضائي ) [2] .
وفي القرآن الكريم : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) [3] .
وأوحى الله تعالى إلى داود : ( يا داود ، تريد وأريد ، وإنما يكون ما أريد ، فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم ما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد ) [4] .
وقال تعالى : ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) [5] .
واعلم أن الرضى بقضاء الله - تعالى - ثمرة المحبة لله ، إذ من أحب شيئا رضي بفعله ، ورضى العبد عن الله دليل على رضى الله تعالى عن العبد ، رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وصاحب هذه المرتبة مع رضي الله تعالى عنه - الذي هو أكمل السعادات ، وأجل الكمالات - لا يزال مستريحا ، لأنه لم يوجد منه أريد ولا أريد ، كلاهما عنده واحد ، ورضوان الله أكبر ، إن ذلك لمن عزم الأمور .
وسيأتي لذلك بحث آخر إن شاء الله تعالى في باب الرضى [6] .



[1] جامع الأخبار : 133 ، دعوات الراوندي : 169 / 471 ، الجامع الصغير 2 : 235 / 6010 .
[2] رواه الراوندي في دعواته : 164 / 453 ، باختلاف يسير .
[3] المائدة 5 : 119 .
[4] رواه الصدوق في التوحيد : 337 / 4 .
[5] الحديد 57 : 23 .
[6] يأتي في ص 79

نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست