responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 19


وتحقيق هذا المرام مستوفى في باب العدل من علم الكلام .
وإذا كانت أفعاله - تعالى وتقدس - كلها لمصلحتهم ، وما فيه تمام شرفهم ، والموت من جملة ذلك كما نطق به الوحي الإلهي في عدة آيات ، كقوله تعالى : ( وما كان لنفس إن تموت إلا بإذن الله كتابا موجلا ) [1] ( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) [2] ، ( أين ما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) [3] ، ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) [4] ، إلى غير ذلك من الآيات .
فلولا أن في ذلك غاية المصلحة ، ونهاية الفائدة للعبد الضعيف الغافل عن مصلحته ، التائه في حيرته وغفلته ، لما فعله الله تعالى به ، لما قد عرفت من أنه أرحم الراحمين ، وأجود الأجودين ، فإن حدثتك نفسك بخلاف ذلك فاعلم أنه الشرك الخفي ، وإن أيقنته ولم تطمئن نفسك وتسكن روعتك فهو الحمق الجلي .
وإنما نشأ ذلك من الغفلة عن حكمة ( الله تعالى ) [5] في بريته ، وحسن قضائه في خليقته ، حتى أن العبد ليبتهل ويدعو الله تعالى أن يرحمه ، ويجيب دعائه في أمثال ذلك ، فيقول الله تعالى لملائكته : كيف أرحمه من شئ به أرحمه ! فتدبر - رحمك الله تعالى - في هذه الكلمة الإلهية ، تكفيك في هذا الباب إن شاء الله تعالى .
الثاني : أنه إذا نظرت إلى أحوال الرسل عليهم السلام ، وصدقتهم فيما أخبروا به من الأمور الدنيوية والأخروية ، ووعدوا به من السعادة الأبدية ، وعلمت أنهم إنما أتوا بما أتوا به عن الله جل جلاله ، ( واعتقدت أن قولهم ) [6] معصوم عن الخطأ محفوظ من الغلط والهوى ، وسمعت [7] ما وعدوا به من الثواب على أي نوع من أنواع المصاب [8] كما ستراه وتسمعه ، سهل عليك موقعه ، وعلمت أن لك في ذلك غاية الفائدة ، وتمام السعادة الدائمة ، وأنك قد أعددت لنفسك كنزا من الكنوز مذخورا [9] ، بل حرزا ومعقلا وجنة



[1] آل عمران 3 : 145 .
[2] آل عمران 3 : 154 .
[3] النساء 4 : 78 .
[4] الزمر 39 : 42 .
[5] في نسخة ( د ) و ( ش ) : أيضا .
[6] في نسخة ( د ) و ( ش ) : وقولهم .
[7] في نسخة ( د ) ( ش ) : وسمع .
[8] في نسخة ( د ) و ( ح ) : المصائب .
[9] ليس في نسخة ( ش ) و ( د ) .

نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست