responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 0  صفحه : 26


السحاب ، أصبح ماء الهداية والعلم غورا ، فمنعنا عن الوصول إلى البحر العباب ، واستتر عنا سلطان الدين خلف الحجاب ، أمرنا بالرجوع إلى الزبر والأسفار ، والأخذ ممن تحمل عنهم من الثقات الأخيار ، المأمونين على الروايات والاخبار فدريت بما ألقيت إليك ان حقيقة العلم لا توجد إلا في أخبارهم وان سبيل النجاة لا يعثر عليه إلا بالفحص عن آثارهم ، فصرفت الهمة عن غيرها إليها واتكلت في أخذ المعارف عليها ، فلعمري لقد وجدتها بحورا مشحونة بجواهر الحقايق ولآليها ، وكنوزا مخزونة عمن لم يأتها موقنا بها ، مذعنا بما فيها ، فأحييت بحمد الله ما اندرس من آثارها ، وأعليت بفضل الله ما انخفض من أعلامها ، وجاهدت في ذلك وما باليت بلؤم اللائمين ، وتوكلت على العزيز الرحيم ، الذي يراني حين أقوم ، وتقلبي في الساجدين ، ولقد كنت علقت على كتب الأخبار حواشي متفرقة ، عند مذاكرة الأخوان ، الطالبين للتحقيق والبيان وطفقت ان أدونها مع تبدد الأحوال ، وابتدأت بكتاب الكافي للشيخ الصدوق ثقة الاسلام ، مقبول طوائف الأنام ، ممدوح الخاص والعام : محمد بن يعقوب الكليني حشره الله مع الأئمة الكرام ، لأنه كان أضبط الأصول وأجمعها ، وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها ، وأزمعت على ان اقتصر على ما لابد منه في بيان حال أسانيد الأخبار ، التي هي لها كالأساس والمباني ، واكتفى في حل معضلات الألفاظ وكشف مخيبات المطالب بما يتفطن به من يدرك بالإشارات الخفية ، دقايق المعاني وسأذكر فيها انشاء الله كلام بعض أفاضل المحشين وفوائدهم ، وما استفدت من بركات أنفاس مشايخنا المحققين وعوايدهم ، من غير تعرض لذكر أسمائهم ، أو ما يرد عليهم .
ثم إنه كان مما دعاني إليه ، وحداني عليه ، التماس ثمرة فؤادي وأعز أولادي ومن كان له أرقى وسهادى : محمد صادق رزقه الله نيل الدقائق ، وأوصله إلى ذرى [1] الحقايق وكان أهلا للإجابة لبره ودقة نظره ، ورعايته ، وأرجو إن عاجلني الأجل أن



[1] جمع الذروة - بكسر الذال - المكان المرتفع . أعلى الشئ .

مقدمة 3

نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 0  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست