responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 0  صفحه : 20


إلى أقطارها ، وحيرتهم الضلالة في فيافيها وقفارها ، فمنهم من سمى جهالة أخذها من حثالة [1] من أهل الكفر والضلالة ، المنكرين لشرائع النبوة وقواعد الرسالة : حكمة ، واتخذ من سبقه في تلك الحيرة والعمى أئمة ، يوالي من والاهم ويعادي من عاداهم ، ويفدى بنفسه من اقتفى آثارهم ، ويبذل نفسه في إذلال من أنكر آراءهم وأفكارهم ، ويسعى بكل جهده في إخفاء اخبار الأئمة الهادية صلوات الله عليهم واطفاء أنوارهم « ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون » .
ومنهم عن يسلك مسالك أهل البدع والأهواء المنتمين إلى الفقر والفناء ليس لهم في دنياهم وأخراهم إلا الشقاء والعناء فضحهم الله عند أهل الأرض كما خذلهم عند أهل السماء ، فهم اتخذوا الطعن على أهل الشرايع والأديان بضاعتهم ، وجعلوا تحريف العقائد الحقة عن جهاتها وصرف النواميس الشرعية عن سماتها ، بضم البدع إليها صناعتهم ، ومنهم من تحير في جهالته يختطفهم شياطين الجن والإنس يمينا وشمالا ، فهم في ريبهم يترددون ، عميانا وضلالا ، فبصر الله نفسي بحمده تعالى هداها ، وألهمها فجورها وتقويها ، فاخترت طريق الحق إذ هو حقيق بأن يبتغى ، واتبعت سبيل الهدى والاعتساف ، إلى ما نزل في القرآن الكريم من الآيات المتكاثرة ، وما ورد في السنة النبوية من الأخبار المتواترة ، بين أهل الدراية والرواية ، من جميع الأمة ، فعلمت يقينا إن الله تعالى لم يكلنا في شئ من أمورنا إلى آرائنا وأهوائنا بل أمرنا باتباع نبيه المصطفى ، المبعوث لتكميل كافة الورى ، وتبيين طرق النجاة لم آمن واهتدى ، وأهل بيته الذين جعلهم مصابيح الدجى وأعلام سبيل الهدى ، وأمرنا في كتابه وعلى لسان نبيه بالرد إليهم والتسليم لهم ، والكون معهم ، فقرنهم بالقرآن الكريم وأودعهم علم الكتاب ، وآتاهم الحكمة وفصل الخطاب ، وجعلهم باب الحطة وسفينة النجاة وأيدهم بالبراهين والمعجزات ، وبعد ما غيب الله شمس الإمامة وراء



[1] بالحاء المهملة والثاء المثلثة : الردى من كل شئ وثفالته .

مقدمة 2

نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 0  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست