سلمان فقال مثلها . فانتهره عمر وقال : ما لك ولهذا الأمر ؟ وما يدخلك فيما هيهنا ؟ فقال : مهلا يا عمر ، قم يا أبا بكر عن هذا المجلس ، ودعه لأهله يأكلوا به والله خضرا إلى يوم القيامة ، وإن أبيتم لتحلبن به دما وليطمعن فيه الطلقاء والطرداء والمنافقون . والله لو أعلم أني أدفع ضيما أو أعز لله دينا لوضعت سيفي على عاتقي ثم ضربت به قدما . أتثبون على وصي رسول الله ؟ فأبشروا بالبلاء وأقنطوا من الرخاء . ثم قام أبو ذر والمقداد وعمار ، فقالوا لعلي عليه السلام : ( ما تأمر ؟ والله إن أمرتنا لنضربن بالسيف حتى نقتل ) . فقال علي عليه السلام : ( كفوا رحمكم الله واذكروا عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاكم به ) ، فكفوا . التهديد الثاني لعلي عليه السلام فقال عمر لأبي بكر - وهو جالس فوق المنبر - : ما يجلسك فوق المنبر وهذا جالس محارب لا يقوم فينا فيبايعك ؟ أو تأمر به فيضرب عنقه ؟ - والحسن والحسين عليهما السلام قائمان على رأس علي عليه السلام - فلما سمعا مقالة عمر بكيا ورفعا أصواتهما : ( يا جداه يا رسول الله ) فضمهما علي عليه السلام إلى صدره وقال : ( لا تبكيا ، فوالله لا يقدران على قتل أبيكما ، هما أقل وأذل وأدخر [1] من ذلك . وأقبلت أم أيمن النوبية حاضنة رسول الله صلى الله عليه وآله وأم سلمة فقالتا : ( يا عتيق ، ما أسرع ما أبديتم حسدكم لآل محمد ) . فأمر بهما عمر أن تخرجا من المسجد ، وقال : ( ما لنا وللنساء )