فقال عليه السلام : لا تلمهم يا سليم ، فإن الأمة قد أشربت قلوبهم حبه كما أشربت قلوب بني إسرائيل حب العجل . يا سليم ، أفي شك أنت فيه من هو ؟ قال : قلت : بلى [1] ، ولكن أحب أن تسميه لي وأسمعه منك فأزداد يقينا . قال : هو عتيق . أمر الولاية أشد خبرية من الذهب والفضة إن هذا الأمر الذي عرفكم الله ومن به عليكم أشد خبرية من الذهب والفضة ، وأقل الأمة الذين يعرفونه ، ولقد ماتت أم أيمن وإنها لمن أهل الجنة وما كانت تعرف ما عرفك الله [2] ، فاحمد الله وخذ ما أعطاك الله وخصك به بشكر . واعلم أن الله تعالى يعطي الدنيا البر والفاجر ، وإن هذا الأمر الذي أنت فيه إنما يعطيه الله صفوته من خلقه . إن أمرنا لا يعرفه إلا ثلاثة من الخلق : ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان . يا سليم ، إن ملاك هذا الأمر الورع لأنه لا ينال ولايتنا إلا بالورع .
[1] . أي بلى أعرفه ولا أشك فيه . [2] . روي في البحار : ج 22 ص 265 ح 8 والكافي : ج 2 ص 405 عن أبي جعفر عليه السلام قال : أرأيت أم أيمن ، فإني أشهد أنها من أهل الجنة ، وما كانت تعرف ما أنتم عليه .