* 3 * احتجاجات ابن عباس على معاوية ثم إن معاوية مر بحلقة من قريش ، فلما رأوه قاموا له غير عبد الله بن عباس . فقال له : يا بن عباس ، ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا موجدة في نفسك علي بقتالي إياكم يوم صفين . يا بن عباس ، إن ابن عمي أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوما . قال له ابن عباس : فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما ، أفسلمتم الأمر إلى ولده ، وهذا ابنه ؟ قال : إن عمر قتله مشرك . قال ابن عباس : فمن قتل عثمان ؟ قال : قتله المسلمون قال : فذلك أدحض لحجتك وأحل لدمه إن كان المسلمون قتلوه وخذلوه فليس إلا بحق . قال معاوية : فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته ، فكف لسانك - يا بن عباس - وأربع على نفسك . فقال له ابن عباس : أفتنهانا عن قراءة القرآن ؟ قال : لا . قال : أفتنهانا عن تأويله ؟ قال : نعم . قال : فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به ؟ قال : نعم . قال : فأيما أوجب علينا ، قرائته أو العمل به ؟ قال معاوية : العمل به . قال : فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا ؟ قال : سل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك . قال : إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فأسأل عنه آل أبي سفيان أو أسأل عنه آل أبي معيط أو اليهود والنصارى والمجوس ؟ قال له معاوية : فقد عدلتنا بهم وصيرتنا منهم .