responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 304


أنزل الله فيك . فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك فإنك إن نابذتهم قتلوك ، وإن تبعوك وأطاعوك فاحملهم على الحق وإلا فدع ، وإن استجابوا لك ونابذوك فنابذهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك [1] واعلم أنك إن دعوتهم لم يستجيبوا لك فلا تدعن أن تجعل الحجة عليهم .
إنك يا أخي لست مثلي ، إني قد أقمت حجتك وأظهرت لهم ما أنزل الله فيك وإنه لم يعلم أني رسول الله وأن حقي وطاعتي واجبان حتى أظهرت لك ، فإني كنت قد أظهرت حجتك وقمت بأمرك ، فإن سكت عنهم لم تأثم وإن حكمت ودعوت لم تأثم ، غير أني أحب أن تدعوهم وإن لم يستجيبوا لك ولم يقبلوا منك .
ويتظاهر عليك ظلمة قريش ، فإني أخاف عليك إن ناهضت القوم ونابذتهم وجاهدتم من غير أن يكون معك فئة أعوان تقوي بهم أن يقتلوك فيطفأ نور الله ولا يعبد الله في الأرض ، والتقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له .
وإن الله قد قضى الفرقة والاختلاف بين هذه الأمة ، ولو شاء لجمعهم على الهدى ولم يختلف اثنان منهم ولا من خلقه ولم يتنازع في شئ من أمره ولم يجحد المفضول ذا الفضل فضله ، ولو شاء عجل منهم النقمة وكان منه التغيير حتى يكذب الظالم ويعلم الحق أين مصيره . والله جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار الثواب والعقاب ، ( ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) . [2] فقلت : شكرا لله على نعمائه وصبرا على بلائه وتسليما ورضى بقضائه .



[1] . المراد من قوله ( إن استجابوا لك ونابذوك فنابذهم . . . ) ، إن استجابوا لك ثم خالفوك فقم في وجوههم وذلك مثل أصحاب الجمل والنهروان .
[2] . سورة النجم : الآية 31 .

نام کتاب : كتاب سليم بن قيس نویسنده : سليم بن قيس الهلالي الكوفي    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست