ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( يا سلمان ، اشهد أنت ومن حضرك بذلك وليبلغ الشاهد الغائب ) . فقال سلمان الفارسي : يا رسول الله ، بينهم لنا . فقال : ( علي أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي ، وأحد عشر إماما من ولده . أولهم ابني الحسن ، ثم الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد . القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه حتى يردوا علي الحوض ) . فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا : نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله كما قلت سواء لم تزد فيه ولم تنقص حرفا ، وأشهدنا رسول الله صلى الله عليه وآله على ذلك . وقال بقية السبعين : قد سمعنا ذلك ولم نحفظ كله ، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفضلنا . فقال عليه السلام : صدقتم ، ليس كل الناس يحفظ ، بعضهم أحفظ من بعض . فقام من الاثني عشر أربعة : أبو الهيثم بن التيهان وأبو أيوب الأنصاري وعمار بن ياسر وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين رحمهم الله ، فقالوا : نشهد أنا قد سمعنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وحفظناه أنه قال يومئذ وهو قائم وعلي قائم إلى جنبه . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( يا أيها الناس ، إن الله أمرني أن أنصب لكم إماما ووصيا يكون وصي نبيكم فيكم وخليفتي في أمتي وفي أهل بيتي من بعدي والذي فرض الله على المؤمنين في كتابه طاعته وأمركم فيه بولايته . فراجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم ، فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( أيها الناس ، إن الله - جل اسمه - أمركم في كتابه بالصلاة وقد بينتها لكم وسننتها ، والزكاة والصوم والحج فبينتها وفسرتها لكم ، وأمركم في كتابه بالولاية وإني أشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي بن أبي طالب والأوصياء من ولدي وولد أخي ووصيي ، علي أولهم ثم الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد الحسين