وليقعدوا هم وخصمائهم بين يدي مقعد الخصوم إلى الإمام والوالي الذي يقرون بحكمه وينفذون قضائه ، وأنظر في حجتهم وحجة خصمائهم . فإن كان أبوهم قتل ظالما وكان حلال الدم أبطلت دمه ، وإن كان مظلوما حرام الدم أقدتهم من قاتل أبيهم ، فإن شاءوا قتلوه وإن شاءوا عفوا وإن شاءوا قبلوا الدية . وهؤلاء قتلة عثمان في عسكري يقرون بقتله ويرضون بحكمي عليهم ولهم ، فليأتني ولد عثمان أو معاوية - إن كان وليهم ووكيلهم - فليخاصموا قتلته وليحاكموهم حتى أحكم بينهم وبينهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله . وإن كان معاوية إنما يتجني ويطلب الأعاليل والأباطيل فليتجن ما بدا له فسوف يعين الله عليه . [1] قال أبو الدرداء وأبو هريرة : قد والله أنصفت من نفسك وزدت على النصفة ، وأزحت علته وقطعت حجته ، وجئت بحجة قوية صادقة ما عليها لوم . ثم خرج أبو هريرة وأبو الدرداء ، فإذا نحو من عشرين ألف رجل مقنعين بالحديد فقالوا : ( نحن قتلة عثمان ونحن مقرون راضون بحكم علي عليه السلام علينا ولنا ، فليأتنا أولياء عثمان فليحاكمونا إلى أمير المؤمنين عليه السلام في دم أبيهم ، فإن وجب علينا القود أو الدية اصطبرنا لحكمه وسلمنا ) . فقالا : قد أنصفتم ، ولا يحل لعلي عليه السلام دفعكم ولا قتلكم حتى يحاكموكم إليه فيحكم بينكم وبين صاحبكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله .