وسننهم وأحداثهم ، وعادته العامة ، ومتى فعل شاقوه وخالفوه وتبرؤا منه وخذلوه وتفرقوا عن حقه ، وإن أخذ ببدعهم وأقر بها وزينها ودان بها أحبته وشرفته وفضلته . والله لو ناديت في عسكري هذا بالحق الذي أنزل الله على نبيه وأظهرته ودعوت إليه وشرحته وفسرته - على ما سمعت من نبي الله صلى الله عليه وآله فيه - ما بقي فيه إلا أقله وأذله وأرذله ولاستوحشوا منه ولتفرقوا عني . ولولا ما عاهد رسول الله صلى الله عليه وآله إلي وسمعته منه وتقدم إلي فيه لفعلت ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قال : ( يا أخي ، كل ما اضطر إليه العبد فقد أحله الله له وأباحه إياه ) ، وسمعته يقول : ( إن التقية من دين الله ، ولا دين لمن لا تقية له ) . ثم أقبل عليه السلام علي فقال : أدفعهم بالراح دفعا عني * ثلثان من حي وثلث مني فإن عوضني ربي فأعذرني ابتلاء أمير المؤمنين عليه السلام بأخابث الناس وقال علي عليه السلام للحكمين - حين بعثهما - : ( أحكما بكتاب الله وسنة نبيه وإن كان فيهما حز حلقي ، فإنه من قادها إلى هؤلاء فإن نيتهم أخبثت ) . فقال له رجل من الأنصار : ما هذا الانتشار الذي بلغني عنك ؟ ما كان أحد من الأمة أضبط للأمر منك ، فما هذا الاختلاف والانتشار ؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : أنا صاحبك الذي تعرف ، إلا أني قد بليت بأخابث من خلق الله ، أريدهم على الأمر فيأبون ، فإن تابعتهم على ما يريدون تفرقوا عني