وجهه وضاق به أمره وكره مقالته . ثم إنه استبصر عامتهم وذهب شكهم . [1] قال أبان عن سليم : فما شهدت يوما قط على رؤوس العامة كان أقر لأعيننا من ذلك اليوم ، لما كشف أمير المؤمنين عليه السلام للناس من الغطاء وأظهر فيه من الحق وشرح فيه من الأمر والعاقبة وألقى فيه من التقية ، وكثرت الشيعة بعد ذلك المجلس من ذلك اليوم وتكلموا ، وقد كانوا أقل أهل عسكره وسائر الناس يقاتلون معه على غير علم بمكانه من الله ورسوله ، وصارت الشيعة بعد ذلك المجلس أجل الناس وأعظمهم . شهادة أمير المؤمنين عليه السلام وذلك بعد وقعة أهل النهروان وهو يأمر بالتهيئة والمسير إلى معاوية . ثم لم يلبث أن قتل صلوات الله عليه ، قتله ابن ملجم لعنه الله غيلة وفتكا ، وقد كان سيفه مسموما قد سمه قبل ذلك . وصلى الله على سيدنا أمير المؤمنين وسلم تسليما .
[1] . المراد أن عددا من الناس أبوا بيعة أمير المؤمنين عليه السلام إلا على وجه ما بويع أبو بكر وعمر وعثمان . وهؤلاء لما سمعوا هذه الخطبة والاحتجاج منه عليه السلام كرهوا مقالته ورئي أثر الكراهة في وجوههم . وفي ( ج ) هكذا : ولم يبق أحد ممن أبى بيعته على وجه الأرض ممن بايع عثمان ، بلغه ذلك إلا ضاق صدره وكره مقالته .