ومنها : أنه يلزم قبح قوله ( فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) [1] لأنهم نزهوا إبليس والكافر . ومنها : أنه يلزم تكليف مالا يطاق ، لأنه يكلف الكافر بالايمان ولا قدرة له عليه ، وهو قبيح والسمع قد منع منه قال الله تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) [2] . ومنها : أنه يلزم أن لا يكون عندنا فرق بين من أحسن إلينا أو أساءنا ، ولا يحسن أن نشكر الأول ونذم الثاني . ومنها : أنه يلزم افحام الأنبياء وانقطاع حجتهم ، لأن النبي صلى الله عليه وآله إذا قال للكافر : آمن بي لما أظهره الله من المعجزة في يدي ، قال له الكافر : إذا جاز أن يخلق الله في الكفر ويعذبني من غير جرم ، فلم لا يجوز أن يظهر المعجزة في يدك وأنت كاذب ؟ فينقطع النبي . ويلزم افحام النبي على وجه آخر ، بأنه إذا قال للكافر آمن بي وصدقني يقول : قل للذي بعثك يخلق في الايمان ، أو القدر المؤثر فيه ، حتى أن أتمكن من الايمان وأومن بك ، والا فكيف تكلفني الايمان ولا قدرة لي عليه ، بل خلق في الكفر ، وإنما لا أتمكن من مقاهرة الله تعالى ، فينقطع النبي ولا يتمكن من جوابه . ومن مذاهبهم السخيفة : انكارهم الحسن والقبح العقليين . وحاصل كلامهم : أن الفعل في نفسه لا له حسن ولا قبح ، بل هما تابعان للشرع ، فما أمر به الشارع فهو حسن ، وما نهى عنه فهو قبيح . ويلزم على هذا القول تجويز أن يعذب الله تعالى سيد المرسلين على طاعته ، ويثيب إبليس على معصيته ، فيكون فاعل الطاعة سفيها ، لأنه يتعجل بالتعب في