responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الأربعين نویسنده : محمد طاهر القمي الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 617


كدر وشنئان ، وهذا لابد منه ، لأن الزوجة تنفس عليها ميل الأب ، والبنت تكره ميل أبيها إلى امرأة غريبة كالضرة لامها ، بل ضرة على الحقيقة .
ثم قال بعد كلام : وأكرم رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام اكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه ، وأكثر من اكرام الرجال لبناتهم حتى خرج بها عن حد حب الاباء للأولاد ، فقال بمحضر الخاص والعام مرارا لا مرة واحدة ، وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد : انها سيدة نساء العالمين ، وانها عديلة مريم بنت عمران ، وانها إذ مرت في الموقف نادى مناد من جهة العرش : يا أهل الموقف غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله ، وهذا من الأخبار الصحيحة وليس من الأخبار المستضعفة .
وان انكاحه عليا عليه السلام إياها ما كان الا بعد أن أنكحه الله تعالى إياها في السماء بشهادة الملائكة ، وكم قال لا مرة : يؤذيني ما يؤذيها ، ويغضبني ما يغضبها ، وانها بضعة مني يريبني ما رابها . فكان هذا وأمثاله يوجب زيادة الضغن عند الزوجة حسب زيادة هذا التعظيم والتبجيل ، والنفوس البشرية تغيظ على ما هو دون هذا فكيف هذا .
ثم حصل عند بعلها ما هو حاصل عندها ، أعني : عليا عليه السلام ، فان النساء كثيرا ما يحصلن [1] الأحقاد في قلوب الرجال ، وكانت تكثر الشكوى من عائشة ، وتغشاها نساء المدينة وجيران بيتها ، فينقلن إليها كلمات عن عائشة ثم يذهبن إلى بيت عائشة فينقلن إليها كلمات عن فاطمة ، وكما كانت فاطمة تشكو إلى بعلها ، كانت عائشة تشكو إلى أبيها ، لعلمها أن بعلها لا يشكيها على ابنته ، فحصل في نفس أبي بكر من ذلك أثر ما ، ثم تزايد تقريظ رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام وتقريبه واختصاصه ، فأحدث ذلك حسدا له ، وغبطة في نفس أبي بكر عنه وهو أبوها ، وفي



[1] في الشرح : يجعلن .

نام کتاب : كتاب الأربعين نویسنده : محمد طاهر القمي الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 617
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست