الفتنة ، ففعلا ما هو الأصلح بحسب ظنهما ، وكانا من الدين وقوة اليقين بمكان مكين ، لاشك في ذلك ، والأمور الماضية يتعذر الوقوف على عللها وأسبابها ولا يعلم حقائقها [1] . أقول : هذا الرجل أصاب في الاقرار بايذاء أبي بكر وعمر لها عليها السلام ، وخروجها من الدنيا ساخطة عليهما ، وأخطأ خطأ عظيما في الاعتذار . وكيف يجوز العاقل أن يكون إهانة سيدة النساء التي أبان النبي صلى الله عليه وآله عظم شأنها بقوله ( فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ) [2] وايذاء سيد الأتقياء وأمير البررة الأصفياء الذي ورد في شأنه ( اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ) [3] وقوله ( حربك حربي وسلمك سلمي ) [4] وقوله ( يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا كافر ) [5] وقوله ( الحق مع علي وعلي مع الحق ) [6] وقوله ( اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا أبدا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) [7] وقوله ( مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ) [8] وغيرها من الآيات والروايات الدالة على عصمته عليه السلام ، من الأمور المغفورة لأبي بكر وعمر ؟
[1] شرح نهج البلاغة 6 : 49 - 50 . [2] مسند أحمد بن حنبل 4 : 5 ، ومستدرك الحاكم 3 : 159 ، والصواعق المحرقة ص 88 وراجع إحقاق الحق 10 : 187 - 228 . [3] تقدم مصادر حديث الغدير المتواتر بين الفريقين . [4] راجع مصادر الحديث إلى كتاب إحقاق الحق 9 : 161 - 174 . [5] راجع إحقاق الحق 4 : 100 و 287 ، و 5 : 43 ، و 7 : 209 و 213 و 216 . [6] راجع إحقاق الحق 5 : 28 و 43 و 623 - 638 ، و 16 : 384 - 397 . [7] راجع إحقاق الحق 4 : 436 - 443 ، و 9 : 309 - 375 . [8] راجع إحقاق الحق 9 : 270 - 293 .