وفي رواية أخرى : ففاضت نفسه في يدي ، فأمررتها على وجهي [1] . ومما يدل أيضا على بطلان ما زعموا ، قوله تعالى أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه [2] وسيجئ إن شاء الله تعالى أن الشاهد التالي لرسول الله صلى الله عليه وآله هو علي عليه السلام ، فلو كان رابع الخلفاء لم يكن تاليا لرسول الله صلى الله عليه وآله . تزييف الاجماع على خلافة أبي بكر ومن وجوههم الركيكة : أن هذه الأحاديث والآثار الدالة على امامة أمير المؤمنين عليه السلام معارضة بالاجماع ، وحسن الظن بالصحابة مع كثرتهم ، فإنهم أجمعوا على خلافة أبي بكر ، ولو علموا استحقاق علي عليه السلام لها لما غصبوه مقامه . أقول : لله الحمد ، ليس للمخالف ما يدل على حجية الاجماع ، فيجوز له أن يتمسك به ويعارض به الأخبار المتواترة الصريحة الدالة [3] على امامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى ذريته الطاهرين ، لأن ما تمسكوا به من الأخبار ، مثل ( لا تجتمع أمتي على الخطأ ) [4] و ( لم يكن الله ليجمع أمتي على خطأ ) [5] و ( وكونوا مع الجماعة ) [6] و ( يد الله على الجماعة ) [7] أخبار آحاد لا يجوز التمسك بها في الأصول ، بل لا يجوز لهم أن يتمسكوا في الفروع أيضا ، لأن ما تمسكوا به في حجية خبر الواحد ، مدخول منقوض ، كما لا يخفى على من تتبع الأصول من
[1] شرح نهج البلاغة 10 : 267 . [2] هود : 17 . [3] في ( ق ) : الدلالة . [4] صحيح الترمذي 4 : 405 برقم : 2167 ، ومسند أحمد بن حنبل 5 : 145 . [5] سنن ابن ماجة 2 : 1303 برقم : 3950 . [6] صحيح الترمذي 4 : 404 برقم : 2165 . [7] صحيح الترمذي 4 : 405 برقم : 2166 و 2167 .