الحمّام غبّاً [1] فإنه يعود إليك لحمك وإياك أن تدمنه فان إدمانه يورث السل » [2] . ويصلح هذا التعليل لرفع ظهور الأوامر والنواهي في المولوية ، فلا يستفاد منها الاستحباب والكراهة فضلاً عن الوجوب والتحريم ، لأن غرض المولى هو الارشاد إلى ترتب ذلك الأثر النافع أو الضار على فعل المكلف . نعم قد يأمر المولى بأكل طعام خاص أو ينهى عنه ولا يعّلله بشيء فيلزم الأخذ بظهورهما في المولوية ، لأنها الأصل في الأوامر والنواهي الصادرة من الشرع الشريف ما لم يرد صارف عنها . ومنه حديث محمد بن الوليد الكرماني عن الإمام الجواد ( ع ) قال فيما يسقط من الطعام عند الأكل : « ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذه شاة ، وما كان في البيت فتتبعه والقطه » [3] . فيثبت استحباب ترك الأول ، والتقاط الثاني . وقد يعلّل الحكم بأمر عادي لكن يشمله عموم أو إطلاق حكم مولوي فلا يخرجه التعليل عن كونه مولوياً . تم تحرير هذه البحوث في 6 ذي الحجة سنة 1386 هجري في النجف الأشرف بقلم الراجي عفو ربه محيي الدين ابن العلامة حجة الاسلام السيد محمد جواد الموسوي الغريفي .
[1] أي ادخله يوماً واتركه يوماً . [2] الوسائل ح 2 ب 2 - آداب الحمام . [3] الوسائل ح 2 ب 72 - آداب المائدة .