قد اختصا به دون أستاذهما ، أستاذ الفن ، كما اعتمد عليه الشيخ التستري في نقله . بل قال ابن داود في كتاب ( رجاله ) [1] عند ذكر أستاذه ابن طاووس « . . . ربّاني وعلمني وأحسن إليّ ، وأكثر فوائد هذا الكتاب من إشاراته وتحقيقاته ، جزاه اللّه عني أفضل جزاء المحسنين الخ » . الثاني أن الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني نقل في كتابه ( التحرير الطاووسي ) تصريح ابن طاووس بعدم وجود طريق إلى كتاب ابن الغضائري ولم يعقبه بشيء ولم يذكر له طريقاً إليه ، فلو كان للعلامة وابن داود طريق لما خفي على مثل هذا الشيخ المتأخر عنهما ، والمتضلع في الأحاديث وأسنادها وأحوال رجالها ، كما يشهد له كتابه ( منتقى الجمان ) . الثالث أن ابن داود ذكر في مقدمة ( رجاله ) طريقه إلى الشيخ الطوسي والنجاشي والكشي ، كما ذكر طريقه إلى الصدوق والمفيد وسّلار والسيد المرتضى وأبي الصلاح ، وكلها تبتدئ بأستاذه المحقق الحلي ، ولم يذكر له طريقاً إلى ابن الغضائري ، وهذا الاهمال في قوة التصريح بعدمه ولو كان للعلامة طريق لما خفي عليه عادة ، لأنهما عاشا في بلد واحد مصطحبين ، وتلميذين لابن طاووس ، والمحقق الحلي . فيكون نقلهما عن ( رجال ابن الغضائري ) اعتماداً على شيخهما ابن طاووس ، واجتهاداً منهما في صحة نسبته إليه ، كما اعتمد جماعة على ( كتاب الفقه ) المنسوب إلى الإمام الرضا ( ع ) حين وثقوا بصحة تلك النسبة وإن لم يكن لهم طريق متصل يثبت ذلك ، ولم يعتمد عليه آخرون لعدم وثوقهم بصحتها . وحيث لم يثبت صحة نسبة هذا الكتاب إلى ابن الغضائري فلا يصح الاعتماد على ما ورد فيه . بالإضافة لما سبق من جرحه لأعاظم الثقات مستنداً