وبذلك يثبت وثاقة احمد بن الغضائري واعتباره . الاكثار من جرح الثقات نعم يبقى البحث في النقاش المشهور في قبول قوله ، وهو أنه قد أكثر من جرح الثقات وتعدى الحد فيه ، ولم يرَ الأصحاب له مبرراً ، ولأجله وهّنوا تضعيفاته ، ورموه بعدم التحقيق . قال الوحيد البهبهاني : « . . . قلّ أن يسلم أحد من جرحه أو ينجو من قدحه ، وجرح أعاظم الثقات وأجلاء الرواة الذين لا يناسبهم ذلك . وهذا يشير إلى عدم تحقيقه حال الرجال كما هو حقه ، أو كون أكثر ما يعتقده جرحاً ليس في الحقيقة جرحاً . . . وقال الشهيد الثاني - رحمه اللّه - ( شرح البداية ) [1] : وقد اتفق لكثير من العلماء جرح بعض فلما استفسر ذكر ما لا يصلح جارحاً ، قيل لبعضهم : لمَ تركت حديث فلان ؟ . فقال : رأيته يركض على برذون [2] . . . وبالجملة لا شك أن ملاحظة حاله توهن الوثوق بمقاله الخ » [3] . وقال السيد بحر العلوم : « . . . هذا الشيخ الذي قد بلغ الغاية في تضعيف الروايات والطعن في الرواة ، حتى قيل : إن السالم من رجال الحديث من سلم منه ، وإن الاعتماد على كتابه في الجرح طرح لما سواه من الكتب . . . فإنه قد ضعّف فيه كثيراً من أجلاء الأصحاب المعروفين
[1] وهو كتاب ( درايته ) ، أنظر ص 71 منه [2] البرذون « ضرب من الدواب دون الخيل وأقدر من الحمر » أقرب الموارد ، مادة برذن . [3] تعليقة منهج المقال ص 24 .