الأول أن العلم الاجمالي بوجود الأخبار الموضوعة في ضمن الأخبار الصادرة عن أهل البيت ( ع ) مختص بعصرهم ، فلا علم لنا بوجودها في ضمن الأخبار الواصلة إلينا عن طريق كتبنا المعتبرة . ويدل على ذلك أمور هي : أولاً : أن الأئمة الأطهار ( ع ) مذ أحّسوا بعروض الوضع والدس في الأحاديث أخذوا في تهذيبها ، وميزوا الصادر عنهم منها بأنه الموافق للكتاب والسنة . كما حّذروا شيعتهم من أولئك الواضعين ، وسمّوهم ليحذروهم ، كما سبق . ولذا اهتم الرواة بذلك فعرضوا أحاديثهم ، وما صنفوه من كتب فيها على الأئمة ( ع ) فأنكروا المكذوب منها وأقروا الباقي . فعرض عبيد اللّه بن علي الحلبي كتابه على الإمام الصادق ( ع ) فصححه واستحسنه ، وقال - عليه السلام - ، « ليس لهؤلاء مثله » . وعرض يونس بن عبد الرحمان كتابه على الإمام العسكري ( ع ) . وعرض عبد اللّه بن سعيد بن حنان الكناني كتابه الذي رواه عن آبائه في ( الديات ) على الإمام الرضا ( ع ) . قال الشيخ محمد بن الحسن الحر بعد أن حكى ذلك : « وقد صرح المحقق فيما تقدم أن كتاب يونس بن عبد الرحمان ، وكتاب الفضل بن