responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فدك في التاريخ نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 178


يعقوب ) ، جوابا للدعاء بمعنى إن رزقتني ولدا يرث ، لا صفة ليكون زكريا قد سأل ربه وليا وارثا . فما طلبه النبي من ربه تحقق وهو الولد وتوريثه المال أو النبوة لم يكن داخلا في جملة ما سأل ربه وإنما كان لازما لما رجاه في معتقد زكريا عليه السلام .
ويختلف تقدير العبارة صفة عن تقديرها جوابا من النواحي اللفظية في الاعراب ، لأن الفعل إذا كان صفة فهو مرفوع ، وإذا كان جوابا يتعين جزمه . وقد ورد في قراءته [1] كلا الوجهين .
وإذا لا حظنا قصة زكريا في موضعها القرآني الاخر وجدنا أنه لم يسأل ربه إلا ذرية طيبة ، فقد قال تبارك وتعالى في سورة آل عمران : ( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هبب لي من لدنك ذرية طيبة ) [2] .
وأفضل الأساليب في فهم القرآن ما كان منه مركزا على القرآن [3] نفسه ، وعلى هذا فنفهم من هذه الآية أن زكريا كان مقتصدا في دعائه ولم يطلب من ربه إلا ذرية طيبة ، وقد جمع القرآن الكريم دعاء زكريا في جملة واحدة تارة وجعل لكل من الذرية ووصفها دعوة مستقلة في موضع آخر فكانت جملة هب لي من لدنك وليا طلبا للذرية ، وجملة واجعله ربي رضيا دعوة بأن تكون الذرية طيبة . وإذا جمعنا هاتين الجملتين أدت نفس المعنى



[1] راجع : املاء ما من به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات / أبي البقاء العكبري ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي - القاهرة / 1969 ، تفسير مجمع البيان / الطبرسي 6 : 647 . الكشاف / الزمخشري 3 : 5 .
[2] آل عمران / 38 .
[3] راجع الإتقان / السيوطي 4 : 200 ، مقدمة في أصول التفسير / ابن تيمية .

نام کتاب : فدك في التاريخ نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست