الآنية ) ، ومحاولة الاستحواذ على المراكز القيادية بغض النظر عن الأصول المقررة ، والنصوص المعتبرة . وذلك يعني أول ما يعني فتح الباب واسعا أمام أصحاب المطامع والنهازين ، أو على حد تعبير ا م المؤمنين عائشة : إن الخلافة - حينئذ - سينالها البر والفاجر ( * ) . ولذلك فإن تصدي الزهراء ( سلام الله عليها ) لمثل تلك الحالة ، إنما كان للحيلولة دون تحقق النتائج الخطيرة والمتوقعة . ومن هنا كان الهدف في ( إثارة فدك ) بأبعادها الشمولية وتبصير الأمة قيادات وأفرادا وجماهير بتلك المخاطر الرهيبة التي تنتظرهم في حال الاندفاع بهذا الاتجاه ، وقد صرحت الزهراء ( سلام الله عليها ) بذلك قائلة : ( أما لعمر الله لقحت فنظرة ريثما تنتج ، ثم احتلبوها طلاع العقب دما عبيطا . . . هنا ك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غب ما أسسه الأولون ثم طيبوا من أنفسكم نفسا ، واطمئنوا للفتنة جأشا وأبشروا بسيف صارم ، وهرج شامل . واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا ، وجمعكم حصيدا . . . ) ( * * ) . في ضوء ذل كله يمكن فهم الحماس الذي يبديه السيد الشهيد ، والتأثير البالغ الذي يعتمل في داخله ، إذ هو يحلل ويناقش ويستنتج ( بالمنظور الفاطمي ) وبدافع الحرص على نقاء الإسلام . لقد كان السيد الشهيد في طول البحث ( يترضى ) على الصحابة ويقدر مآثرهم في دنيا الاسلام ، ولكنه لا يغمض النظر عن موارد الخلل ، ومواطن الزلل في مسيرة القوم . ولا نرى أن هناك تقاطعا ، إ ذ أن الأكثر أهمية ، والأولى
* الدر المنثور / السيوطي 6 : 19 - المطبعة الميمنية بمصر / 1314 ه . ( * * ) بلاغات النساء / ابن أبي طاهر طيفور : 33 .