نام کتاب : عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب إمام الأبرار نویسنده : ابن البطريق جلد : 0 صفحه : 7
البعد الرابع لشخصية الإمام ( ع ) غير أن ابعاد شخصية الإمام علي عليه السلام لا تنحصر في هذه الابعاد الثلاثة ، فان لأولياء الله سبحانه بعدا رابعا ، داخلا في هوية ذاتهم ، وحقيقة شخصيتهم وهذا البعد هو الذي ميزهم عن سائر الشخصيات وأضفى عليهم بريقا خاصا ولمعانا عظيما . وهذا البعد هو البعد المعنوي الذي ميز هذه الصفوة عن الناس وجعلهم نخبة ممتازة وثلة مختارة من بين الناس وهو كونهم رسل الله وأنبيائه أو خلفاءه وأوصياء أنبيائه . نرى انه سبحان يأمر رسوله ان يصف نفسه بقوله : " قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا " ( الاسراء / 93 ) . فقوله : " بشرا " إشارة إلى الابعاد البشرية الموجودة في كل انسان طبيعي ، وان كانوا يختلفون فيها في ما بينهم كمالا ولمعانا . وقوله : " رسولا " إشارة إلى ذلك البعد المعنوي الذي ميزه ص عن الناس وجعله معلما وقدوة للبشر . فلأجل ذلك يقف المرء في تحديد الشخصيات الإلهية على شخصية مركبة من بعدين : طبيعي وإلهي ولا يقدر على توصيفها الا بنفس ما وصفهم الله به سبحانه مثل قوله في شأن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله . " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم " ( الأعراف / 157 ) . وقد نزلت في حق الامام أمير المؤمنين عليه السلام آيات ووردت روايات . وهذا الكتاب الذي بين يديك ويزخر بهذه الآيات والروايات يتكفل - في الحقيقة - تسليط الضوء على ذلك البعد المعنوي .
تقديم 14
نام کتاب : عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب إمام الأبرار نویسنده : ابن البطريق جلد : 0 صفحه : 7