responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 96


ذلك في وجوه :
الأول ظلمه لنفسه بحمله عليها هما قد كفيته فان محمل المال ثقيل والهم به طويل ، فصاحبه إن كان في الملاء شغله الفكر فيه وإن كان وحيدا ارتقه حراسته .
قال بعض العلماء : اختار الفقراء ثلاثة : اليقين وفراغ القلب وخفة الحساب ، اختار الأغنياء ثلاثة : تعب النفس وشغل القلب وشدة الحساب .
الثاني شغل باطنه ببسط آماله فيه وفيما يصنع به وكيف ينميه ويحفظه من لص أو ظالم وكيف تنعم به إذ لو لم يكن له فيه امل لم يجمعه ، ثم يخترمه اجله ويبطله آماله ويورث أهواله .
قال عيسى ( ع ) : ويل لصاحب الدنيا كيف يموت ويتركها ويأمنها وتغره وثيق بها وتخذله .
الثالث ان جمع مال الدنيا يولد الامل ، ويورث ظلمة القلب ، ويخرج حلاوة العبادة وهي من المهلكات .
قال عيسى ( ع ) : بحق أقول لكم كما ينظر المريض إلى الطعام فلا يلتذ به من شدة الوجع كك صاحب الدنيا لا يلتذ بالعبادة ، ولا يجد حلاوتها مع ما يجد من حلاوة الدنيا ، وبحق أقول لكم : كما أن الدابة إذا لم تركب تمتهن [1] وتصعب وتغير خلقها كك القلوب إذا لم ترقق بذكر الموت ونصب العبادة تقسو وتغلظ ، وبحق أقول لكم :
ان الزق إذا لم ينخرق يوشك أن يكون ودعاء العسل كك القلوب إذا لم تخرقها الشهوات أو يدنسها الطمع ، أو يقسها النعم فسوف تكون أوعية الحكمة .
الرابع وقوعه في عكس مراده ومقصوده فإنما سعى وحصل المال ليستريح به فزاده في همه وتعبه ، وعاد ( ما ) يحاذر عليه من الأسود الضارية والكلاب العاوية .
وقال بعض العلماء : استراح الفقير من ثلاثة أشياء وبلى به الغنى قيل : وما هن ؟



[1] امتهنه بتشديد النون : أضعفه ( المجمع ) .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست