نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 65
وصرح بذلك في قوله ( ع ) : من ازداد علما ولم يزدد من الله الا بعدا [1] . والعلم بغير علم لا ينتفع به لقوله ( ص ) : والعامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق لا يزيده سرعة السير من الطريق الا بعدا [2] . فكان العلم والعمل قرينين مقترنين لأقوام لأحدهما الا بالآخر وهذان الجوهران أعني العلم والعمل لأجلهما كان كلما تراه من تصنيف المصنفين ووعظ الواعظين ونظر الناظرين ، بل لأجلهما أنزلت الكتب ، وأرسلت الرسل ، بل لأجلهما خلقت السماوات والأرض وما بينهما من الخلق ، وتأمل آيتين من كتاب الله تعالى تدلان ( نك ) على ذلك إحديهما قوله عز وجل : ( الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شئ قدير وان الله قد أحاط بكل شئ علما ) [3] وكفى بهذه الآية دليلا على شرف العلم لا سيما على التوحيد . والثانية قوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ) [4] وكفى بهذه الآية دليلا على شرف العبادة ، فحق العبدان لا يشتغل الا بهما ولا يتعب الا لهما ولا ينظر الا فيهما ، وما سواهما باطل لا خير فيه ولغو لا حاصل له ، وإذا علمت ذلك فاعلم أن العلم أشرف الجوهرين وأفضلهما . قال النبي ( ص ) : فضل العلم أحب إلى الله من فضل العبادة . وقال ( ص ) : فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر .
[1] قال علي بن الحسين ( ع ) في حديث : مكتوب في الإنجيل لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ولما تعلموا بما علمتم ، فان العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه الا كفرا ولم يزد د من الله الا بعدا ( الأصول ) باب استعمال العلم . [2] عن أبي عبد الله ( ع ) : والعامل على غير بصيرة اه ( الأصول ) باب من عمل بغير علم . [3] الطلاق : 12 . [4] الذاريات : 56 .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 65