نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 240
روى أبو الصباح قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما أصاب المؤمن من بلاء أفبذنب ؟ قال : لا ولكن يسمع الله أنينه وشكواه ودعائه ليكتب له الحسنات ويحط عنه السيئات ، وان الله ليعتذر إلى عبده المؤمن كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول : لا وعزتي ما أفقرتك لهوانك على ، فارفع هذا الغطاء فيكشف فينظر ما في عوضه فيقول : ما ضرني يا رب ما زويت عنى ، وما أحب الله قوما الا ابتلاهم . وان عظيم الاجر لمع عظيم البلاء ، وا ن الله يقول : ان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح لهم أمر دينهم الا بالغنى والصحة في البدن فأبلوهم به ، وان من العباد لمن لا يصلح لهم أمر دينهم الا بالفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم فأبلوهم فيه فيصلح لهم أمر دينهم ، وان الله أخذ ميثاق المؤمن على أن يصدق في مقالته ولا ينتصر من عدوه ، وان الله إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا فإذا دعا قال له لبيك عبدي انى على ما سئلت لقادر وان ما ادخرت لك فهو خير لك [1] . وان حواريين عيسى شكوا إليه ما يلقون من الناس فقال : ان المؤمنين لا يزالون في الدنيا منغصين . وعن النبي صلى الله عليه وآله ان في الجنة منازل لا ينالها العباد بأعمالهم ليس لها علاقة من فوقها ولا عماد من تحتها قيل : يا رسول الله من أهلها ؟ فقال صلى الله عليه وآله : هم أهل البلاء والهموم [2] .
[1] قوله : ان عظيم الاجر لمع عظيم البلاء يدل على أن عظيم البلاء سبب لعظيم الاجر وعلامة لمحبة الرب الرحيم إذا كان في المؤمن الكريم قوله : غته بالبلاء غنا أي يغمسه فيه غمسا متتابعا والبلاء اسم مثل سلام من بلاه يبلوه أي امتحنه ( مرآة ) [2] يدل على أن بعض درجات الجنة يمكن البلوغ إليها بالعمل والسعي ، وبعضها لا يمكن الوصول إليها الا بالابتلاء فيمن الله تعالى على من أحب من عباده بالابتلاء ليصلوا إليها ( مرآة ) .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 240