responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 225


هي له شاملة وبها يفرغ لما اراده هل هي الامن نعمه ؟ ولرب مريض لو خير بين العافية وان يقوم بإزائها أياما وليالي لاختار العافية ، وبذل في ثمنها الليالي الكثيرة وا لعبادة الغزيرة هذا وأنت تعجب بقيام بعض ليلة ، وكم متعت بالعافية من يوم وليلة بل من شهور وسنة فبما ذا تعجب بقيام بعض ليلة ، وكم متعت بالعافية من يوم وليلة بل من شهور وسنة فبما ذا تعجب ؟ وأنت تقوم بتوفيقه ، وتتمكن بعافيته ، وتتقوى برزقه ، وتعمل بجوارحه وآلاته ، ويقع ذلك في ليله ونهاره ، فقس قدر عملك إلى ما عليك من نعمه فهل تجده وافيا بذلك ؟ أو بعشر العشير ، وهل توفيقك للقيام الا نعمة عليك ؟ يلزمك شكرها ، وتخشى ان قصرت فيه أن تكون مؤاخذا .
أوحى الله إلى داود يا داود : اشكرني قال : وكيف أشكرك يا رب ؟ والشكر من نعمك تستحق عليه شكرا قال : يا داود رضيت بهذا الاعتراف منك شكرا . [1] بل



[1] واعلم أن الشكر مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية ، وله أر كان ثلاثة : الأول معرفة المنعم و معرفة النعمة من أنها نعمة ولا تتم تلك المعرفة الا بان يعرف ان النعم كلها من الله وان الأوساط كلها مسخرون لامره . الثاني الحال التي هي ثمرة تلك المعرفة وهي الخضوع والتواضع والسرور بالنعم من حيث إنها هدية دالة على عناية المنعم بك . الثالث العمل الذي هو ثمرة تلك الحال فان تلك الحال إذا حصلت في القلب حصلت فيه نشاط للعمل الموجب للقرب منه ، وهذا العمل يتعلق بالقلب واللسان والجوارح : واما القلب فالقصد إلى تعظيمه وتحميده وتمجيده والتفكر في صنايعه وافعاله ، والعزم على ايصال الخير إلى خلقه . واما عمل اللسان فاظهار ذلك المقصود بالتحميد والتمجيد والتسبيح والامر بالمعروف والنهى عن المنكر وغيرها . واما عمل الجوارح فاستعمال نعمة الظاهرة والباطنة في طاعته وعبادته والتوقي من الاستعانة بها في معصيته كاستعمال نعمة مطالعة مصنوعاته وهكذا ، ولما كان الشكر بالجوارح التي هي من نعمه تعالى ولا يتأتى الا بتوفيقه سبحانه فالشكر أيضا نعمة من نعمه ويوجب شكرا آخر فينتهى إلى الاعتراف بالعجز عن الشكر فآخر مراتب الشكر الاعتراف بالعجز عنه كما أن آخر مراتب المعرفة والثناء الاعتراف بالعجز عنهما وكذا العبادة . انتهى موضع الحاجة بعدما لخصناه ( مرآة ) .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست