responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 206


مذمة الناس له ، فهو كمن ينبعث على العمل لئلا يقولوا : انه بطال ، وما عليه من قولهم ؟
بل هذا أبلغ في ثوابه فيكون كاخفائه واحتجابه [1] بل إذا وصل إلى كونهم رموه بذ لك ولم يثبتوا له عملا بل ازرئو [2] عليه في ذلك العمل كان مجهولا عندهم ومعروفا في السماء فينال نصيبا من وصفه عليه السلام : أحب العباد إلى الله الأتقياء الأخفياء الذين إذا ذكروا لم يعرفوا ، ويكون كمن عمل في السر ولم يطلعوا عليه ، وإنما هذا الخيال من مكائد الشيطان وله فيه مصايد [3] .
الأول انه أساء الظن بالمسلمين وما كان من حقه أن يظن بهم ذلك [4] الثاني انه يوقعه في الرياء الذي فر منه إن كان الامر كما ظن ، والا فلا يضره قولهم وتركه العبادة وحرمانه ثوابها خوفا من قولهم : انه مراء وهو بعينه الرياء ، فلو لا حبه لمدحهم ، وخوفه في ذمهم والا فما له ولقولهم ؟ قالوا : انه مراء أو مخلص ، وأي فرق



[1] ويؤيده ما ذكر في ص 143 من فضيلة اسرار الدعاء واخفائها من الروايات .
[2] الازراء : التهاون بالشئ ( ص ) .
[3] المصيدة بكسر الميم وسكون الصاد والمصيد بحذف الهاء أيضا : آلة الصيد ج : مصايد ( المجمع ) .
[4] عن أبي عبد الله ( ع ) قال : قال أمير المؤمنين في كلام له : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملا قال في ( مرآة ) : قوله ضع أمر أخيك أي احمل ما صدر عن أخيك من قول أو فعل على أحسن محتملاته وإن كان مرجوعا من غير جسس حتى يأتيك منه أمر لا يمكنك تأويله فان الظن قد يخطى ، والتجسس منهى عنه كمال قال تعالى ( ان بعض الظن اثم ) وقال ( لا تجسسوا ) ، الحجرات : 12 - ثم قال - اعلم أنه كما يحرم على الانسان سوء القول في المؤمن كذلك يحرم عليه سوء الظن وان يحدث نفسه بذلك والمراد من سوء الظن المحرم عقد القلب وحكمه عليه بالسوء من غير يقين ، واما الخواطر وحديث النفس فهو معفو عنه كما أن الشك أيضا كك انتهى موضع الحاجة ملخصا ( مرآة ) .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست