نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 188
وعنه عليه السلام لا يزال المؤمن بخير ورجاء ورحمة من الله ما لم يستعجل فيقنط فيترك الدعا فقلت له : كيف يستعجل ؟ قال : يقول : قد دعوت الله منذ كذا وكذا ولا أرى حاجة [1] . وعنه عليه السلام : ان المؤمن ليدعو الله عز وجل في حاجته فيقول عز وجل : أخروا اجابته شوقا إلى صوته ودعائه ، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى : عبدي دعوتني وأخرت اجابتك وثوابك كذا وكذا ، ودعوتني في كذا وكذا فاخرت اجابتك وثوابك كذا وكذا قال عليه السلام : فيتمنى المؤمن انه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب [2] . وعنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رحم الله عبدا طلب إلى الله حاجة فالح في الدعا استجيب له أو لم يستجب له وتلا هذه الآية ( وادعو ربى عسى ان لا أكون بدعاء ربى شقيا ) [3] .
[1] ينبغي ان لا يفتر الداعي عن الدعا لبطؤ الإجابة فإنه اما أن يكون التأخير لعدم المصلحة في هذا الوقت فسيعطى ذلك في وقت متأخر في الدنيا أو سوف يعطى عوضه في الآخرة ، وعلى التقديرين فهو في خير لأنه مشغول بالدعاء الذي هو أعظم العبادات ويترتب عليه اجزل المثوبات ورجاء رحمة في الدنيا والآخرة ( مرآة ) . [2] قوله : شوقا مفعول له لقوله : فيقول وقيل : الشوق إنما يتعلق بشئ أدرك من وجه ولم يدرك من وجه آخر فان غير المدرك أصلا والمدرك من جميع الوجوه لا يتصور ا لشوق إليه . فالشوق نقص ممتنع عليه سبحانه وأجيب بان الشوق يستلزم المحبة وإذا نسب إليه سبحانه يراد به ذلك اللازم - ثم قال : - المحبة أيضا فيه عز وجل مجاز وحاصل الجواب انه سبحانه يعلم صلاح العبد في تأخير الإجابة وكثرة الدعا فيؤخرها ليكثر دعائه ويثيبه على ذلك انتهى موضع الحاجة بعد التلخيص ( مرآة ) . [3] مريم : 40 وقد تقدم في ص 143 روايات الالحاح في الدعا راجع .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 188