نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 168
وروى سيف بن عميرة عن الصادق عليه السلام : إذا دعوت الله فاقبل بقلبك . وفيما أوحى الله إلى عيسى عليه السلام لا تدعني الا متضرعا إلى وهمك هما واحدا ، فإنك متى تدعني كك أجبك . وعنهم عليهم السلام : صلاة ركعتين بتدبر خير من قيام ليلة والقلب ساه [1] . وعنهم عليهم السلام : ليس لك من صلاتك الا ما أحضرت فيه قلبك [2] . ومن سنن إدريس عليه السلام : إذا دخلتم في الصلاة فاصرفوا إليها خواطركم . وأفكاركم ، وادعوا الله دعاء ظاهرا متفرجا ، واسئلوه مصالحكم ومنافعكم بخضوع وخشوع وطاعة واستكانة . ومنها إذا دخلتم في الصيام فطهروا أنفسكم من كل دنس ونجس ، وصوموا لله بقلوب خالصة صافية منزهة ( متنزهة ) عن الأفكار السيئة ، والهواجس المنكرة [3] فان الله يستنجس القلوب اللطخة [4] والنيات المدخولة [5] .
[1] قوله : ساه أي غافل عن المقصود وعما يتكلم به غير مهتم به ، أو غافل عن عظمة الله وجلاله ورحمته غير متوجه إليه بشراشره وعزمه وهمته ( مرآة ) . [2] قد سلفت اخبار دالة على استعظام الصلاة والمواظبة عليها في ص 142 من أراد يرجع [3] الهاجس : ما وقع في الخلد ، والخلد محركة : البال والقلب ج هو احبس ( أقرب ) . [4] لطخه : لوثه ( أقرب ) . [5] النية هي القصد إلى الفعل وهي واسطة بين العلم والعمل إذ ما لم يعلم الشئ لم يمكن قصده ، وما لم يقصده لم يصدر عنه ثم لما كان غرض العامل إلى مقصد كامل على الاطلاق وهو الله تعالى لابد من اشتماله على قصد التقرب إلى الله تعالى والدار الآخرة أعني يقصد به وجه الله سبحانه ، أو التوصل إلى ثوابه ، أو الخلاص من عقابه وبالجملة امتثال أمر الله تعالى فيما ندب عباده إليه ووعدهم الاجر عليه ، وإنما يأجرهم على حسب أقدارهم ومنازلهم ونياتهم فمن عرف الله بجماله وجلاله فاحبه وأخلص عبادته له لكونه اهلا للعبادة أحبه الله وأدناه قربا معنويا . ومن لم يعرف من الله سوى كونه الها صانعا قادرا ، وان له جنة ينعم بها المطيعين ونار ا يعذب بها العاصين فعبده ليفوز بجنته ، أو يكون له النجاة من ناره ادخله الله بعبادته الجنة وأنجاه من النار فلا تضع إلى قول من ذهب إلى بطلان العبادة إذا قصد بفعلها تحصيل الثواب أو الخلاص من العقاب فان هذا قول من لا معرفة له بحقائق التكليف ومراتب الناس . فان أكثر الناس يتعذر منهم العبادة ابتغاء وجه الله انتهى موضع الحاجة بعد ما لخصناه ( مرآة ) باب النية .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 168