responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 138


وروى علي بن محمد رفعه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ان قوما من مواليكم يلمون بالمعاصي ويقولون : نرجو فقال ( ع ) : كذبوا أولئك ليسوا لنا بموالي أولئك قوم رجحت بهم الأماني ، ومن رجا شيئا عمل له ، ومن خاف شيئا هرب منه [1] .
وقد روى أن إبراهيم ( ع ) كان يسمع تأوهه [2] على حد ميل [3] حتى مدحه الله تعالى بقوله ( ان إبراهيم لحليم أواه منيب ) وكان في صلاته يسمع له أزيز كأزيز المرجل [4] وكذا يسمع من صدر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ذلك [5] .
وكان أمير المؤمنين عليه السلام إذا اخذا الوضوء يتغير وجهه من خيفة الله



[1] قوله : يلمون ألم : باشر اللمم وبه نزل واللمم صغار الذنوب قوله : ليسوا لنا بموال لان الموالاة ليست مجرد القول بل هي اعتقاد ومحبة في الباطن ، ومتابعة وموافقة في الظاهر لا ينفك أحدهما عن الاخر - ثم قال - والحاصل ان الأحاديث الواردة في سعة عفو الله سبحانه وجزيل رحمته ووفور مغفرته كثيرة جدا ولكن لابد لمن يرجوها ويتوقعها من العمل الخالص المعد لحصولها ، وترك الانهماك في المعاصي المفوت لهذا الاستعداد ، فاحذر أن يغرك الشيطان ويثبطك عن ا لعمل ويقنعك بمحض الرجاء والأمل ، وانظر إلى حال الأنبياء والأولياء اجتهادهم في الطاعات وصرفهم العمر في العبادات ليلا ونهارا اما كانوا يرجون عفو الله ورحمته بلى والله انهم كانوا اعلم بسعة رحمته وأرجا بها منك ومن كل أحد ولكن علموا ان رجاء الرحمة من دون العمل غرور محض وسفه بحت فصرفوا في العبادات أعمارهم وقصروا على الطاعات ليلهم ونهارهم انتهى كلامه رفع مقامه .
[2] كل كلام يدل على حزن يق له : التأوه ( المجمع ) .
[3] الميل ، مسافة مقدرة بمد البصر أو بأربعة آلاف ذراع بناء على أن الفرسخ اثنا عشر الف ذراع ( المجمع ) .
[4] الأزيز : صوت الرعد وصوت غليان القدر أيضا ( المجمع ) وقال في ( لي ) ج 4 وكان إبراهيم الخليل ( ع ) عند ذكر الله يسمع أزيز صدره من رأس ميل وكان صدره يغلى كغليان القدر الحديث .
[5] قد روى أن النبي ( ص ) كان يصلى وقلبه كالمرجل يغلى من خشية الله . ( لي ) ج 4 المرجل : قدر من نحاس ( المجمع ) .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست