نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 12
وقد نبه أمير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله عليه وآله على هذا المعنى حيث قال : ما من أحد ابتلى وان عظمت بلواه بأحق بالدعا من المعافى الذي لا يأمن من البلاء [1] فقد ظهر من هذا الحديث احتياج كل أحد إلى الدعا معافا ومبتلى ، وفايدته رفع البلاء الحاصل ودفع السوء النازل [2] أو جلب نفع مقصود أو تقرير خير موجود ودوامه ومنعه من الزوال لأنهم عليهم السلام وصفوه بكونه سلاحا ، والسلاح مما يستجلب ( يجلب ) به النفع ويستدفع به الضرر وسموه أيضا ترسا [3] والترس : جنة يتوقى بها من المكاره [4] . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الا أدلكم على سلاح [5] ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم ؟ [6] قالوا : بلى يا رسول الله قال : تدعون ربكم بالليل والنهار فان سلاح المؤمن الدعا . وقال أمير المؤمنين عليه السلام : الدعا ترس المؤمن ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك . وقال الصادق ( ع ) : الدعا انفذ من السنان الحديد . [7] وقال الكاظم ( ع ) : ان الدعا يرد ما قدر وما لم يقدر قال : قلت : وما قد قدر فقد عرفته فما لم يقدر ؟ حتى لا يكون . [8]
[1] ما المبتلى الذي اشتد به البلاء بأحوج إلى الدعا من المعافى الذي لا يأمن البلاء ( النهج ) خطبة : 294 [2] رفع البلاء ازالته بعد حصوله ودفع السوء منعها من النزول وبهذا تبين الفرق بينهما . [3] الترس بالضم وفى الحديث التقية ترس الله بين خلقه وتترس بالشئ : تستر به . [4] الجنة بالضم : ما تسترت به من سلاح ونحوه وسمى بالفارسية ( سپر ) وفى الحديث الامام جنة أي يتى به ويستدفع به الشر ( المجمع ) . [5] قوله : سلاح المؤمن أي حربته لدفع الأعادي الظاهرة ولباطنة . [6] الادرار : الاكثار . [7] السنان : الحاد النافذ ( المجمع ) [8] قوله : ما قدر أي كتب في لوح المحو والاثبات أو في ليلة القدر أو تسببت أسبابه القريبة . قوله : عرفته أي فايدة الدعا وتأثيره قوله فما لم يقدر ؟ أي لم اعرف فايدة الدعا فيه . قوله : حتى لا يكون الضمير راجع إلى التقدير أي لا يحصل التقدير . قيل : ايجاده تعالى للشئ يتوقف على علمه بذلك الشئ ومشيته وارادته وتقديره وقضائه وامضائه وفى مرتبة المشية إلى الامضاء تجرى البداء فيمكن الدفع بالدعا ، وا لامضاء مقارن للحصول فلا يمكن دفعه . انتهى موضع الحاجة ملخصا ( مرآة )
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 12