responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 185


وتجاوز هما رأسه بحسب الروايات انه نوع من أنواع العبودية والاحتقار والذلة والصغار ، أو كالغريق الرافع يديه الحاسر عن ذراعيه المتشبث بأذيال رحمته ، والمتعلق بذوائب رأفته التي أنجت الهالكين أغاثت المكروبين ووسعت العالمين ، وهذا مقام جليل فلا يدعيه العبد الا عند العبرة وتزاحم الأنين والزفرة ووقوفه موقف العبد الذليل واشتغاله بخالقه الجليل عن طلب الآمال والتعرض للسؤال . والمراد في الاستكانة برفع يديه على منكبيه انه كالعبد الجاني إذا حمل على مولاه وقد أوثقه قيد هواه وقد تصفد بالاثقال وناجى بلسان الحال هذه يد أي قد غللتهما بين يديك بظلمي وجرأتي عليك [1] .
واعلم أن بعض أهل العلم يقول : ينبغي للداعي إذا مجد الله سبحانه وأثنى عليه ان يذكر من أسمائه الحسنى ما يناسب مطلوبه ، مثلا إذا كان مطلوبه الرزق يذكر من أسمائه تعالى مثل الرزاق والوهاب والجواد والغنى والمنعم والمفضل والمعطى والكريم



[1] قال في ( مرآة ) في معنى هذه الألفاظ والهيئات المذكورة : ا لرغبة ونظائره يحتمل وجهين : الأول أن يكون المعنى انه إذا كان الغالب عليه في حال الدعا الرغبة والرجا ينبغي ان يفعل هكذا - أي كما ذكر في الرواية - فإنه يظن أن يد الرحمة انبسطت فيبسط يده ليأخذه ، وإذا كان الغالب عليه الخوف وعدم استيهاله للإجابة يجعل ظهر كفيه ا لي السماء إشارة إلى أنه لكثرة خطاياه مستحق للحرمان . الثاني أن يكون المعنى انه إذا كان مطلوبه طلب منفعة ينبغي ان يبسط بطن كفيه إلى السماء وإن كان مطلوبه دفع ضرر وبلاء يخاف نزوله من السماء يجعل ظهرها إليها كأنه يدفعها بيديه ولا يخفى ان فيما عدا الأولين - أي التضرع والتبتل والابتهال والاستعاذة والمسألة والمراد بالأولين الرغبة والرهبة - الأول انسب ويمكن المجمع بين المعنيين بحمل الأولين على الثاني والبقية على الأول ويحتمل حمل الأولين على المطالب الدنيوية وما بعدهما على المناجاة والمطالب الأخروية . والحمل - وهو قوله : الرغبة تبسط يديك وكذلك نظائره - اما بتقدير مضاف أي أدب الرغبة مثلا أو هذه الأسماء صوت في عرف الشرع أسماء لتلك ا لافعال أو اطلق عليها مجازا .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست