responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 111


فلينظر العاقل بعين صافية وفكرة سليمة ويتحقق انه لو يكون في الدنيا والاكثار منها خير لم يفت هؤلاء الأكياس الذين هم خاصة ( خلاصة ) الخلق وحجج الله على ساير الناس ، بل تقربوا إلى الله بالبعد عنها حتى قال أمير المؤمنين ( ع ) :
قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها .
وقال رسول الله ( ص ) : ما يعبد الله بشئ مثل الزهد في الدنا وقال عيسى ( ع ) للحواريين : ارضوا بدني الدنيا مع سلامة دينكم كما رضى أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة دنياهم وتحببوا إلى الله بالبعد منهم ، وارضوا الله في سخطهم فقالوا : فمن نجالس يا روح الله ؟ فقال : من يذكر كم الله رؤيته ويزيد في علمكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله .
فصل وكيف يرغب العاقل عن حب المسكنة والمساكين وهو يرى الأولياء والأوصياء على هذه الأوصاف ؟ بل وظيفة القيام بخدمة الصانع وامتثال أوامر الرسل والشرايع واحياء دين الله واعزاز كلمته ونصرة الرسل وانتشار دعواهم من لدن آدم ( ع ) إلى زمان نبينا محمد ( ص ) لم يقم الا بأولى الفقر والمسكنة ، أو لا تسمع ما قص الله سبحانه وتعالى عليك في كتابه العظيم على لسان نبيه الكريم ؟ وابان لك ان المتصدي لانكار الشرايع ، والمقدم على جحود الصانع إنما هم الأغنياء المترفون ، والاشراف المتكبرون فقال مخبرا عن قوم نوح إذ عيروه وازدرؤا [1] العصابة الذين اتبعوه وهم فيما قالوه متبجحون : ( أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ) [2] ( وما نريك أتعبك الا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ) [3] وقالوا لشعيب : ( انا لنريك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ) [4] وقال المستكبرون من قوم صالح للذين استضعفوا لمن آمن



[1] الازدراء : افتعال من زرى عليه إذا عاب عليه فعله ( المجمع ) .
[2] الشعراء : 111 .
[3] هود : 29 .
[4] هود : 93 .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست