responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 107


ثم انظر في قصص الأنبياء عليهم السلام : وخصاصتهم وما كانوا فيه من ضيق العيش ، فهذا موسى كليم الله ( ع ) الذي اصطفاه بوحيه وكلامه كان يرى خضرة البقل من صفاق [1] بطنه من هزاله [2] وما طلب حين آوى إلى الظل بقوله : ( رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير ) الا خبزا يأكله لأنه كان يأكل بقلة الأرض ولقد كان يرى شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه .
ويروى انه ( ع ) قال يوما : يا رب انى جائع فقال الله تعالى : انا اعلم بجوعك قال : يا رب أطعمني قال : إلى أن أريد [3] .
وفيما أوحى الله إليه ( ع ) : يا موسى الفقير من ليس له مثلي كفيل ، والمريض من ليس له مثلي طبيب ، والغريب من ليس له مثلي مؤنس ، ويروى حبيب ، يا موسى ارض بكسيرة من شعير تسد بها جوعتك وبخرقة تواري بها عورتك واصبر على المصائب ، وإذا رأيت الدنيا مقبلة عليك فقل : انا لله وانا إليه راجعون عقوبة قد عجلت في الدنيا ، وإذا رأيت الدنيا مدبرة عنك فقل : مرحبا بشعار الصالحين يا موسى لا تعجبن بما اوتى فرعون وما تمتع به فإنما هي زهرة الحياة الدنيا .
واما عيسى ( ع ) روح الله وكلمته فإنه كان يقول : خادمي يداى ودابتي رجلاي وفراشي الأرض ووسادي الحجر ، ودفئي في الشتاء مشارق الأرض ، وسراجي بالليل



[1] الصفاق بالكسر : الجلد الأسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر وقيل : جلد البطن كله ( أقرب ) .
[2] الهزال بالضم : قلة اللحم والشحم نقيض السمن ( أقرب ) .
[3] وفى ( لي ) وفى حديث ولقد كان خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزال وتشدب لحمه ، وكان مع نبوته واليا وسلطانا على بني إسرائيل ستة وثلاثين سنة ولم يكن له بيت ولا غذاء ومتى جنه الليل يأت فيه ، ويتكفل بنو إسرائيل غذائه بالمناوية ، فأبطأ يوما رجل بغذائه فقال يا رب : لي مذلة أن يكون رزقي في يد غيري هكذا ، فأوحى إليه لا تغتم انى جعلت رزق أحبائي في يد البطالين من خلقي ليؤجروا به ويسعدوا .

نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست