نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 102
نحوه وأفضوا إليه وهو في حايط له عليه تبان [1] تيركل على مسحاته [2] وهو يقو ل : ( أيحسب الانسان ان يترك سدى ألم يك من نطفة من منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى ) [3] ودموعه تهمى على خديه ، فأجهش القوم لبكائه ، ثم سكن وسكنوا ، وسئله عمر عن مسئلته فأصدر إليه جوابها ، فلوى عمر يديه ثم قال : اما والله لقد أرادك الحق ولكن أبى قومك فقال ( ع ) له : يا أبا خفض خفض [4] عليك من هنا ومن هنا ( ان يوم الفصل كان ميقاتا ) [5] فانصرف وقد أظلم وجهه وكأنما ينظر إليه من ليل . فصل ثم إن لم تبع ساعتك بنعيم الآخرة خ بعتها بثمن بخس [6] دراهم معدودة ، ثم تجمع جميع عمرك الذي لو أعطيت في ثمنه الدنيا بأجمعها لم تبعه تلقى نفسك قد بعته بثمن زهيد لا يفي ببيت ذهب بل من فضة بل أقل من ذلك . شعر : الدهر ساومني [7] عمرى وقلت له * ما بعت عمرى بالدنيا وما فيها ثم اشتريه بتديج بلا ثمن * تبت يدا صفقة قد خاب شاريها [8]
[1] تبان : سراويل صغير ( ص ) . [2] تركل الحافر بالمسحاة أو عليها : ضربها برجله لتغيب في الأرض . والمسحاة آلة من السحو تقول : سحوت الطين عن وجه الأرض إذا خرقته بالمسحاة ( أقرب ) . [3] القيامة : 36 - 37 - 38 . [4] خفض الرجل صوته إذا لم يجهر به ( المجمع ) . [5] النبأ : 17 . [6] البخس مثلثة : النقصان ( المجمع ) [7] ساوم السلعة : غالى بها أي عرضها بثمن ودفع له المشترى أقل منه ( أقرب ) . [8] شعر : يا صاح انك راحل فتزود * فعساك في ذا اليوم ترحل أو غد لا تغفلن فالموت ليس بغافل * هيهات بل هو للأنام بمرصد فليأتين منه عليك بساعة * فتود أنك قبلها لم تولد ولتخرجن * إلى القبور مجردا * مما شقيت بجمعه صفر اليد ولله در قائلها * وعليك بالرواية المتقدمة المذكورة في ب 2 في ( أوصاف الخواص ) وفيها يفسر الجبرئيل للنبي ( ص ) معنى الزهد .
نام کتاب : عدة الداعي ونجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 102