ج - مقالان لمجلة الأزهر الشريف [1] أهم ما جاء فيهما قوله : " أما أصحاب رسول الله فلندع خلافاتهم التي قد مضى عليها أربعة عشر قرنا ، وقد أفضوا جميعا إلى ربهم . . . " ( 2 ) . تعليقنا على هذا : أولا : إن دراستنا المقارنة لأحاديث سيف فرضت علينا ذلك ، فإن أحاديثه في كتاب ( عبد الله بن سبأ ) كانت كالأسطورة السبئية نفسها تدور غالبا حول خلافات أصحاب رسول الله ، فكان لابد لنا من متابعته هناك كما تابعناه في كتاب ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) ، ودار الحديث فيه غالبا حول الفتوح تبعا له ، إذن فدراستنا المقارنة هي التي تفرض علينا - أحيانا - الحديث عن مواضيع يهتم العلماء بإغفالها وإسدال الستار عليها ، ويثير شجونهم البحث والتحقيق فيها ، كراهية منهم لما وقع ، ونحن - أيضا - نكره ما وقع كما يكرهون ، ويثير شجوننا حديثه والتفكير فيه كذلك ، ولكن ماذا نصنع حين لم يخلق الله أصحاب النبي ملائكة ليتخلوا عن غرائز البشر ! ؟ بل كانوا كسائر البشر على درجات متفاوتة من الايمان
[1] المقال الأول نقد الكتاب في طبعته النجفية الأولى - ص 1150 - 1151 من المجلد 32 باب الكتب من ج 10 سنة - 1380 ه والثاني نقده في طبعته المصرية الثانية ص 760 - 761 من المجلد 33 ج 6 سنة 1381 ه . ( 1 ) جاءت هذه الجملة في آخر المقال الأول ، وكل ما في المقالين شرح وتفصيل لها ، وكتب بدافع منها .