responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عبد الله بن سبا نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 198


فاجتازوا ذلك الخليج بإذن الله جميعا يمشون على مثل رملة ميثاء [1] فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل ، وإن ما بين الساحل ودارين مسيرة يوم وليلة لسفن البحر في بعض الحالات ، فالتقوا بها واقتتلوا قتالا شديدا فما تركوا بها مخبرا ، وسبوا الذراري واستاقوا الأموال فبلغ نفل الفارس ستة آلاف والراجل ألفين . قطعوا إليهم وساروا يومهم ، فلما فرغوا رجعوا عودهم على بدئهم ، حتى عبروا . وفي ذلك يقول عفيف بن المنذر :
ألم تر أن الله ذلل بحره * وأنزل بالكفار إحدى الجلائل دعونا الذي شق الرمال فجاءنا * بأعجب من فلق البحار الأوائل فلما رجع العلاء إلى البحرين وضرب الاسلام فيها بجرانه [2] وعز الاسلام وأهله ، وذل الشرك وأهله ، وكان مع المسلمين راهب في هجر فأسلم يومئذ ، فقيل ، ما دعاك إلى الاسلام ؟ قال : ثلاثة أشياء ، خشيت أن يمسخني الله بعدها إن أنا لم أفعل : فيض في الرمال ، وتمهيد أثباج البحار ، ودعاء سمعته في عسكرهم في الهواء من السحر قالوا : وما هو ؟ قال : " اللهم أنت الرحمن الرحيم لا إله غيرك ، والبديع ليس قبلك شئ والدائم غير الغافل ، والحي الذي لا يموت وخالق ما يرى وما لا يرى ، وكل يوم أنت في شأن ، وعلمت اللهم كل شئ بغير تعلم " فعلمت أن القوم لم يعانوا بالملائكة إلا وهم على أمر الله ، فلقد كان أصحاب رسول الله يسمعون من ذلك الهجري بعد .



[1] الميثاء : الأرض السهلة والرملة السهلة .
[2] جران البعير : مقدم عنقه من منحره إلى مذبحه ، وألقى البعير بجرانه : برك والقى الاسلام بجرانه : ثبت واستقر كتابه .

نام کتاب : عبد الله بن سبا نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست