رواية المسعودي : " يا ابن أخي هلم لأبايعك فلا يختلف عليك اثنان " [1] ، وفي رواية عبد العزيز الجوهري : أن العباس عاتب عليا بعد ذلك وقال له : " فلما قبض رسول الله أتانا أبو سفيان بن حرب تلك الساعة فدعوناك إلى أن نبايعك وقلت لك : أبسط يدك أبايعك ويبايعك هذا الشيخ فإنا إن بايعناك لم يختلف عليك أحد من بني عبد مناف ، وإن بايعك بنو عبد مناف لم يختلف عليك قرشي ، وإذا بايعتك قريش لم يختلف عليك أحد من العرب ، فقلت : لنا بجهاز رسول الله شغل " [2] في رواية الطبري : " وأشرت عليك بعد وفاة الرسول أن تعاجل بالامر فأبيت " [3] هذا مضافا إلى ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى من مواقف بعض الصحابة في طلب البيعة لعلي ، غير أن علي بن أبي طالب كان منصرفا عن الخلافة مهتما بتجهيز الرسول فأبى أن يمد يده للبيعة والرسول مسجى بين أيديهم فلامه العباس بعدئذ على امتناعه من قبول البيعة . والحق أن العباس لم يكن مصيبا في رأيه ولا محقا في لومه . فإن الرسول إن كان قد رشح ابن عمه لولاية الامر من بعده [4] - كما يعتقد بذلك طائفة من
[1] مروج الذهب 2 / 200 وفي تاريخ الذهبي 1 / 329 ، وضحى الاسلام 3 / 291 ، وفي الإمامة والسياسة 1 / 4 : " أبسط يدك أبايعك فيقال : عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله ويبايعك أهل بيتك فإن هذا الامر إذا كان لم يقل " . [2] رواها ابن أبي الحديد في 1 / 131 عن كتاب ( السقيفة ) وفي ص 54 أوردها مختصرة . [3] الطبري 3 / 294 . والعقد الفريد 3 / 74 . [4] في أسد الغابة 4 / 31 قال رسول الله ( ص ) لعلي : " إنك بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموا لك الامر فاقبله منهم . . . " الحديث .