" فما زال عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه " [1] . فذهب سالم بن عبيد [2] وراء الصديق [3] إلى السنح فأعلمه بموت رسول الله [4] ، فأقبل أبو بكر فوجد عمر بن الخطاب قائما يوعد الناس [5] ويقول : إن رسول الله حي لم يمت ، وإنه خارج إلى من أرجف به ، وقاطع أيديهم ، وضارب أعناقهم ، وصالبهم . جلس عمر حين رأى أبا بكر مقبلا [6] . فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ثم قال : من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات . ثم قرأ : وما محمد إلا رسول . . . الخ [7] ، فقال عمر : هذا في كتاب الله ؟
[1] أنساب الأشراف ج 1 / 567 وابن سعد 2 ق 2 / 53 . وكنز العمال 4 / 53 وتاريخ الخميس 2 / 185 والسيرة الحلبية 3 / 392 . [2] سالم بن عبيد الأشجعي كان من أهل الصفة ثم نزل الكوفة . الاستيعاب 2 / 70 والإصابة 2 : 5 وأسد الغابة 2 / 247 . [3] لم أثق بما ذكره بعض المصادر من أن أم المؤمنين عائشة هي التي أرسلت إلى أبي بكر وأخبرته بموت رسول الله ( ص ) . [4] في تاريخ ابن كثير 5 / 244 ، وهامش الحلبية لزيني دحلان 3 / 390 - 391 . [5] الطبري 2 / 443 وط . أوروبا 1 / 1818 وابن كثير 5 / 242 وابن أبي الحديد 1 / 60 . [6] في الكنز 4 / 53 الحديث 1092 . [7] الطبقات لابن سعد 2 ق 2 / 54 ، والطبري 1 / 1817 - 1818 ، وابن كثير 5 / 243 . والسيرة الحلبية 3 / 392 وابن ماجة الحديث 1627 وإن هذه الآية ، التي قرأها أبو بكر على عمر هي التي كان ابن أم مكتوم قد قرأها عليه قبل ذلك . وكان التشكيك في موت الرسول يوم وفاته من خصائص الخليفة عمر بن الخطاب فإن أصحاب السير والمؤرخين لم يذكروا هذا التشكيك عن غيره .