" فاستأذن عمر ، والمغيرة بن شعبة [1] ، ودخلا عليه ، فكشفا الثوب عن وجهه ، فقال عمر : وا غشياه ! ما أشد غشي رسول الله ( ص ) ، ثم قاما ، فلما انتهيا إلى الباب قال المغيرة : يا عمر ، مات والله رسول الله ( ص ) ، فقال عمر : كذبت ! ما مات رسول الله ولكنك رجل تحوسك فتنة [2] ، ولن يموت رسول الله حتى يفني المنافقين [3] . أخذ عمر يهدد بالقتل من قال : إن رسول الله قد مات ، ويقول : إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي ، وإن رسول الله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه 40 ليلة ، ثم رجع بعد أن قيل مات ، والله ليرجعن رسول الله ، فليقطعن أيدي رجال
[1] المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب مالك بن كعب بن عمرو بن سعد ابن عوف بن قيس الثقفي . وأمه امرأة من بني نصر بن معاوية . أسلم عام الخندق وهاجر إلى المدينة وشهد الحديبية . وقد أرسله الرسول مع أبي سفيان لهدم صنم ثقيف بالطائف وأصيبت عينه يوم اليرموك . ولاه عمر البصرة ، ولما شهدوا عليه بالزنا عزله عنها وولاه الكوفة ، وتوفي أميرا عليها من قبل معاوية سنة 50 ه وأحصن 300 امرأة في الاسلام وقيل بل 1000 امرأة . الاستيعاب 3 / 368 - 370 والإصابة 3 / 432 ، وأسد الغابة 4 / 406 . [2] تحوسك فتنة : تخالطك وتحثك على ركوبها . [3] تخيرت اللفظ من طبقات ابن سعد 2 ق 2 / 54 ، وفي مسند أحمد 6 / 219 ، وأنساب الأشراف 1 / 563 وفي كنز العمال 4 / 50 ، والذهبي في تاريخه 1 / 317 ، وزيني دحلان في هامش الحلبية 3 / 389 . ونهاية الإرب 18 / 385 .