responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 63


95 - إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكر القدرة عليه

96 - ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه

بكثرة الشكر فان الشكر يبقى السابق ويجلب اللاحق ، بدليل قوله تعالى : لئن شكرتم لأزيدنكم [1] فان قيل : ان هذه الآية تدل على أن الشكر سبب لزيادة اللاحق ولا تدل على كونه سببا لبقاء السابق ؟ قلنا : هذا ممنوع فان زيادة اللاحق تستلزم بقاء السابق ، فالدلالة على الزيادة تستلزم الدلالة على البقاء ، فافهم .
95 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه :
إذ قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكر القدرة عليه .
أقول : يعنى ان القدرة على قهر العدو نعمة ، والشكر على النعمة واجب ، والعفو لكونه مما أمر به الشارع من جملة الشكر فإذا أردت الشكر على هذه النعمة فالأولى ان تشكر بالعفو عنه ، فإنه أمر مرغوب في نفسه ، سبب لارتفاع شأن صاحبه كما حكى أن داود النبي - عليه الصلاة والسلام - سأل كلاما من أبنائه في آخر حياته وهو : إذا أذنب أحد كيف تعاقبه ؟ - فأجاب كل واحد منهم وقال : أعاقبه على قدر ذنبه ، ثم سأل سليمان النبي عليه الصلاة والسلام عنه فأجاب هو وقال : عفوته ، ثم سأل فقال : فان عاد فكيف تفعل ؟ - فقال : عفوته ، ثم قال : فان عاد فكيف تفعل ؟ - فقال : عفوته ، ثم بعد مرات كثيرة من السؤال والجواب قال سليمان : عفوت حتى يستحى ان يعود إلى ذلك الذنب ، فدعا له داود عليه السلام وقال : أنت أحق بالحكومة والسلطنة وأليق بالجلوس في سرير الخلافة ، والله أعلم بالصواب .
96 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه :
ما أضمر أحد شيئا الأظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه .
أقول : يعنى لا تظن انك تضمر معنى في قلبك ولم يطلع علية أحد فإنه أمر



[1] - من آية 7 سورة إبراهيم وتمام الآية كذا " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد " .

نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست