نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 54
74 - في كل جرعة شرقة ومع كل أكلة غصة
75 - من كثر فكره في العواقب لم يشجع
قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : في كل جرعة شرقة ، ومع كل اكلة غصة . أقول : الجرعة من الماء بالضم حسوة منه ، والشرقة من الشرق بفتحتين وهو الشجا والغصة ، والاكلة بالضم اللقمة الواحدة ، والغصة من الغصص بفتحتين وهو مصدر غصصت بالطعام بالكسر من باب علم . يعنى - ليس في العالم راحة بلا ألم ونعمة [1] بلا نقم ، بل كل من الحسن والقبيح والكثير والقليل والصلاح والفساد مشتبك ومختلط بالآخر ، فان بعض الدرهم هم وآخر الدينار نار ، فالدنيا إذا محل اعتبار فاعتبروا يا أولى الابصار . 75 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : من كثر فكره في العواقب لم يشجع . أقول : من رام حصول أمر مهم له وأكثر فكره في عاقبة ذلك الامر هل يتيسر بالخير واليسر ولا يعرض له الشر والعسر ، يقع الخوف والهيبة في قلبه ولم يجترئ للدخول في بابه ، فلا جرم يكون محروما عن مرامه ، فاللائق ان يجتهد في مطلوبه متوكلا على تقدير الله سبحانه فان كل ما قدره واقع والحذر [2] والامتناع عنه غير نافع ، بيت : فقلت : خلوا سبيلي لا أبا لكم * فكل ما قدر الرحمن مفعول كل ابن أنثى وان طالت سلامته * يوما على آلة حدباء محمول
[1] - في الأصل : " نعم " . [2] - بالأصل : " الخور " .
نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 54