نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 32
38 - إذا تم العقل نقص الكلام
39 - الشفيع جناح الطالب
قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : إذا تم العقل نقص الكلام . أقول : العقل الحجى ويقال له : النهية بالضم واحدة النهى ، سمى بها لأنها تنهى عن القبيح ونقص الشئ من باب نصر ونقصانا أيضا ونقصه غيره يتعدى ويلزم . قلت : النقص مقدر المتعدى والنقصان مصدر اللازم كذا في مختار الصحاح . والكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير ، وفى الاصطلاح هو اللفظ المفيد فائدة يصح السكوت عليها . المعنى - من كان كامل العقل والحجى يكون كلامه مختصرا مقبولا عند أولى النهى ومن ثم قيل : خير الكلام ما قل ودل ، فالاكثار اثر السفاهة واثره الملامة والسأمة . 39 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : الشفيع جناح الطالب . أقول : شبه الشفيع بالجناح والطلب بالطائر ، لان الطالب يصل إلى مطلوبه بسبب شفاعة الشفيع كما أن الطائر ينال مراده بسبب الجناح فالتشبيه الأول من قبيل التشبيه البليغ والثاني استعارة بالكناية ، واثبات الجناح للطالب تخييل . المعنى - ان من تمسك بحبل الشفاعة فيما يحتاج إليه عند أحد من جلب نفع أو دفع ضر فالأغلب ان ينال مراده ويحصل ما أراده لما يفهم من ظاهر ما قيل : من كان في عون أخيه المسلم كان الله تعالى معينه [1] . من أن الشفيع هو ممن أعانه الله تعالى سواء كان في نفس الشفاعة أو في سائر أحواله وافعاله .
[1] - في الحاشية : " لعله مأخوذ من قوله : من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، والحديث في المشارق وإنما لم يقل من قضى حاجة أخيه اشعارا بأن قضاء الحاجة إنما هو خالصا لله تعالى وليس من قبل العبد الا المباشرة به والكون فيه ثم الغرض ههنا بيان كون الأول سببا للثاني فان تكرر السبب تكرر المسبب والا فلا ، فلا يرد عليه ان لفظ كان لا يصلح ههنا للاستمرار ولا للانقطاع ولا للزيادة ولا يحتاج في دفعه إلى أن يقال من أن كان الأول بمعنى سعى والثانية بمعنى قضى على معنى من سعى في حاجة أخيه قضى الله حاجته ، مع أنه لا يخلو عن تعسف لأنه تخصيص للعام الذي هو الكون في قضاء الحاجة بأي وجه كان بالسعي الذي هو عمل بحسب الجوارح والنفع العام على عمومه ، كذا في شرح المشارق ، منه " .
نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 32