نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 30
34 - المرء عدو لما جهله
35 - رحم الله امرء عرف قدره ولم يتعد طوره
وقيل : جعل اللسان في الانسان واحدا وكل من السمع والبصر اثنين ليكون كلامه أقل مما يسمع ويبصر . 34 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : المرء عدو لما جهله . أقول : عدو الرجل من يفرح بحزنه ويحزن بفرحه . يعنى - ان من لم يعلم شيئا لا يحبه ولا يميل إليه قلبه ، بل يريد عدمه رأسا الا ترى ان الكفار يعادون الأنبياء والجهال العلماء ؟ ! لجهلهم ما هم عليه من الشمائل وعدم رؤيتهم ما فيهم من العلوم والفضائل . 35 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : رحم الله امرء عرف قدره ولم يتعد طوره . . أقول : الرحمة رقة القلب وانعطافه فإذا أسند إلى الله تعالى يحمل على الغاية والأثر وهو الإثابة والاحسان يقال : عدا طوره أمي جاوز حده ويجئ الطور بمعنى التارة ومنه قوله تعالى : وقد خلقكم أطوارا [1] قال الأخفش : طورا علقة وطورا مضغة ، وقد يجئ بمعنى الحال ومنه قولهم : الناس أطوار اي أصناف على حالات شتى ، كأن أمير المؤمنين رضي الله عنه دعا لمن يعرف مقداره ولم يتجاوز منه حثا للناس عليه وإشارة إلى أنه حسن في نفسه .