نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 17
فالأولى للعاقل ان يقنع بكنز القناعة ويحترز عن الذل والفضاحة فان المقسوم لا يمنع ، والحرص عليه لا ينفع ، كما قيل : بيت : دع الحرص على الدنيا * وفيها الرزق لا تطمع فان الرزق مقسوم * وسوء الظن لا ينفع فقير كل ذي حرص * غنى كل من يقنع 19 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : لا راحة مع الحسد . أقول : الحسد هو ان تتمنى زوال نعمة المحسود وانتقالها إليك ، وقيل : إرادة زوال نعمة فيها صلاح صاحبها عنه حسد ، وإرادة مثلها لنفسه غبطة [1] ، وإرادة زوال نعمة ليس فيها صلاح صاحبها غيرة ، مثلا ان إرادة زوال العلم عمن يعمل به حسد ، وعمن لا يعمل به غيرة ، وإرادة مثله غبطة ، فالآخران جائزان دون الأول ، فإنه المفسد للطاعات والحامل على الخطيئات ، كما قتل أحد ابني آدم الاخر حسدا ، وقال بعضهم : الحاسد جاحد لأنه لا يرضى بقضاء الواحد . المعنى - لا يخلو العالم عن النعم ، ومريد زوالها يدوم في الحزن والغم ، والغم فلا يستريح أصلا ، كمن اكل السم ، فاللازم لكل أحد ان يتقى من [2] الحسد فان اثره يتبين في الحاسد قبل ان يتبين في المحسود ، ونقل عن الأصمعي أنه قال : سألت أعرابيا اتى عليه مائة وعشرون سنة ، فقلت : ما أطول عمرك ؟ ! فقال : تركت الحسد فبقيت .
[1] - في الهامش : " وقيل الغبطة أمر حسن مرضى إذا كان المتمني مما يتقرب به إلى الله تعالى كطلب العلم للعمل به وارشاد الخلق ، وطلب المال للانفاق في الخير . وقيل : لا باس به إذا كان في مباح لا يفضى إلى محظور ، كذا في توضيح مقدمة ، منه " . [2] - كذا ولا حاجة إلى من لان " اتقى " يتعدى بنفسه وهو واضح .
نام کتاب : شرح كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 17