responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأخبار نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 354


حتى أتوا بها بلدة قليلة عقولهم وعارية آراؤهم .
فوقفت من أمرهم على اثنتين [1] - كلاهما فيهما المكروه - : إن كففت لم يرجعوا ، وإن أقدمت كنت قد صرت إلى الذي كرهته ، فقدمت الحجة في الاعذار والانذار ، ودعوت المرأة إلى الرجوع إلى بيتها ، والقوم الذين حملوها على الذي حملوها عليه إلى الوفاء ببيعتهم والترك لنقضهم عهد الله وأعطيتهم من نفسي كل الذي قدرت عليه منها ، وناظرت بعضهم فانصرف [2] ، وذكرته فذكر .
ثم أقبلت على الباقين بمثل ذلك فما ازدادوا إلا جهلا ، وتماديا ، وعتوا وأبوا إلا ما صاروا إليه ، وكانت عليهم الدائرة [3] والكرة وحلت بهم الهزيمة والحسرة وفيهم الفناء . وحملت نفسي على التي لم أجد منها بدا ، ولم يسعني إذ تقلدت الامر آخرا مثل الذي وسعني فيه أولا من الاغضاء والامساك .
ورأيت أني إن أمسكت كنت معينا لهم على ما صاروا إليه بإمساكي ، وما طمعوا فيه من تناول الأطراف وسفك الدماء وهلاك الرعية وتحكيم النساء الناقصات العقول على الرجال كعادة بني الأصفر [4] ومن مضى من ملوك سباء [5] والأمم الخالية . فأصير إلى ما



[1] وفي الأصل : من أمورهم على اثنتين .
[2] إشارة إلى الزبير بن العوام ، راجع الحديث رقم 342 .
[3] الدبرة : بفتحتين الهزيمة في القتال وهي اسم من الادبار مختار الصحاح 197 . وفي الأصل الدايرة .
[4] يعني أهل الروم لان أباهم كان أصفر اللون .
[5] وفي كتاب العرب قبل الاسلام 2 / 348 قائمة بأسماء ملوك سباء وأحوالهم ، والمرأة هي بلقيس التي أنشأت سد مأرب .

نام کتاب : شرح الأخبار نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست