قلت لك ، فإنه له أعداء من اليهود [1] . ثم نظر ميسرة بعد ذلك في يوم قد اشتد حر الشمس [2] ، فما يملك أحد ممن كان معهم الكلام من شدة الحر ، وغمامة قد أظلت رسول الله صلوات الله عليه وآله وهو وادع لم يصبه شئ مما أصاب القوم . وربح في تلك التجارة ما لم يربح أحد مثله [3] فلما قدم بذلك على خديجة قالت لغلامها ميسرة : ما أعظم أمانة محمد وبركته ، ما ربحت في تجارة قط كربحي فيما أبضعته معه . فقال لها ميسره : وأعظم من ذلك ما سمعته فيه ورأيته منه . قالت : وما هو ؟ فأخبرها بخبر الراهب وخبر الغمامة [4] . وكان لخديجة ابن عم قد ذكرت له وذكر لها - وهو ورقة بن نوفل - وكان على دين النصرانية وكان يذكر إنه أزف [5] وقت ظهور نبي من العرب يبعثه الله عز وجل على جميع الأمم مع ما سمعته من الاخبار عن رسول الله صلوات الله عليه وآله فقالت : والله إن هذا أولى بي من ورقة وغيره ، فأرسلت إليه ، فتزوجته . وكانت من أفضل نسائه ، وكل ولده منها خلاء إبراهيم فإنه من مارية القبطية ، وولدت له أكبر ولده وهو القاسم
[1] الأنوار للبكري ص 284 . [2] قال السكي : وميسرة قد عاين الملكين ذا إظلاك لما سرت ثاني سفره [3] قال أبو جهل : يا قوم ما رأيت ربحا أكثر من ربح محمد لخديجة ( الأنوار للبكري ص 290 ) . [4] قال ابن شهرآشوب في المناقب 1 / 41 : فأعتقت ميسرة وأولادها وأعطته عشرة آلاف درهم لتلك البشارة . [5] قال الرازي في مختار الصحاح : ازف الرحيل دنا . ومنه قوله تعالى : ( أزفت الآزفة ) يعني القيامة .